يقام في باريس حالياً معرض “قطار الشرق السريع”، ذلك القطار التاريخي الذي كان عنواناً للترحال المترف بين العواصم والمدن من مصر إلى القدس وعكا وحيفا ويافا، نزولاً إلى حلب والموصل وبغداد، حتى البصرة.
ولا يكتفي المعرض بعرض الوثائق والصور والمخطوطات والأفلام والخرائط، بل سيؤمن لزوار المعرض جولة في عربة حقيقية من عربات القطار.
فلم تنته بعد حكايات “الأورينت اكسبريس” أو “قطار الشرق السريع” ذائع الصيت بأسراره ومغامراته كتلك التي تناولتها أجاثا كريستي في روايتها “جريمة في قطار الشرق السريع” أو تلك الحكايات التي تناولتها أكثر من 13 رواية تحكي خفايا هذه الرحلات التي كانت تنقل أبناء الطبقات الراقية في رحلاتهم الطويلة من ألمانيا إلى بغداد مروراً بإسطنبول والقدس وبيروت.
تقول أورور فيرنو، مسؤولة تسيير قطار الشرق السريع: “بالنسبة لمسار قطار الشرق السريع كان يربط الشرق بالغرب من باريس إلى إسطنبول وطهران ثم بغداد ومناطق عربية أخرى”.
“قطار الشرق السريع” وصل إلى محطة ليون وسينقل بكل ما يحتويه من أثاث وتصميم لديكورات المقصورات وغرف الدرجة الأولى إلى باحة معهد العالم العربي في أبريل القادم.
يقول غيوم بيبي، رئيس مؤسسة قطارات فرنسا: “تزن العربة الواحدة من هذا القطار 60 طناً سننقل 3 منها إلى المعهد، وهو عمل ليس سهلاً بل في غاية التعقيد، لكن أردنا أن تكون رحلات القطار المفترضة أقرب إلى الواقع.
ويأمل جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، أن يجتذب معرض “قطار الشرق السريع” أكثر من نصف مليون زائر في باريس قبل أن ينتقل إلى عواصم عالمية أخرى كان لقطار الشرق رحلات معها.
يضيف لانغ: “المعرض سيسافر إلى مدن أخرى كانت لقطار الشرق قصص وذكريات معها وحصلنا على موافقة إسطنبول وفينيسيا وبيروت ومدن أخرى”.
وسترافق زوار المعرض مؤثرات صوتية خاصة أثناء صعودهم عربات القطار الثلاثة، وستسرد عليهم قصص حقيقية جرت في “قطار الشرق السريع” لم تنشر بعد.