فرانس برس- بعد أن بات مشهد التفجيرات متكرراً لدى اللبنانيين، يتعايشون معه على الرغم من خطورته ومآسيه، يبدو أن الحل الوحيد أضحى في ابتكار ما يطمئن الأهالي ويبرد قلوبهم على أن أولادهم أو معارفهم بخير. لعل هذا ما دفع بشابة لبنانية إلى ابتكار تطبيق على الهواتف الذكية بعنوان “مازلت على قيد الحياة”، يتيح لأبناء بلادها طمأنة أحبائهم وأقاربهم في حال وقوع تفجير جديد.
وفي التفاصيل، أن ساندرا حسن (26 عاماً)، وهي طالبة دراسات عليا مقيمة في باريس، ابتكرت هذا التطبيق اثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة وقع في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويتيح هذا التطبيق للمستخدمين إرسال تغريدة عبر موقع تويتر تقول “مازلت على قيد الحياة”، إضافة الى وسمي “هاشتاغ” لبنان و”التفجير الأخير”.
أما عن الدوافع التي شجعتها على مثل هذه الابتكار، فأكدت ساندرا أنه في “كل مرة يقع تفجير أو حادث مماثل في لبنان، نهرع جميعاً إلى هواتفنا للاطمئنان على أصدقائنا أو أقاربنا الذين نعرف أنهم يقيمون أو يمرون في المنطقة المستهدفة”. وأشارت إلى أنه “بعد التفجير الأخير الذي وقع الثلاثاء 21 يناير طورت هذا التطبيق ونشرته على سبيل المزاح. لكن تبين أن الوضع الذي نعيش فيه يجعل من تطبيق مماثل أمراً عملياً”.
ولعل أهمية هذا التطبيق تكمن في أنه غالباً ما تتعرض شبكات الهاتف في لبنان لضغط هائل بعد دقائق على حصول التفجيرات، مع سعي الآلاف للاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم. ويؤدي هذا الضغط بالتالي إلى شبه استحالة في إجراء الاتصالات. ويتوافر التطبيق لمستخدمي نظام تشغيل “أندرويد” منذ أقل من 3 أيام، ولا توجد حتى الآن إحصاءات عن عدد الذين قاموا بتحميله على هواتفهم.
تطبيق جديد لاستنكار السياسيين
من جهة أخرى، أعربت حسن عن دهشتها من درجة الاهتمام الذين أبداه المستخدمون بهذا التطبيق الذي صممته بدافع يخفي بعضاً من السخرية، إلا أنها “وعدت” المستخدمين بتطبيق جديد قريباً يتيح للسياسيين اللبنانيين تغريد بيانات إدانة معدة مسبقاً لدى حصول أي تفجير.
وأكدت ساندرا أنها لم تتوقع الصدى الإيجابي الذي لاقاه التطبيق، كاشفة أنها تلقت طلبات من العديد من المستخدمين الراغبين في تحويل التطبيق إلى أداة تتيح لهم التواصل مع احبائهم.
على الرغم من ذلك، لا تبدي الفتاة العشرينية سروراً بأن التصميم الذي صممته لاقى رواجاً واسعاً، “فمجرد كونه يخدم حاجة عملية، يجعل من انتشاره نجاحاً طعمه مر”.
الابن: بابا، هل نحن سنة أو شيعة؟
الأب: نحن لبنانيون يا بني
الابن: قل لي يا أبي، سنة أو شيعة؟
الأب: أنا سني، وأمك شيعية.
وأنت عمدناك لدى الكاثوليك،
وأختك مارونية على دين زوجها،
وأخوك سنزوجه بدرزية
الابن: وهل فعلت هذا إيمانًا بالوحدة الوطنية؟
الأب: كلا، فعلتها حتى مهما حصل في البلد، يمكن لأحدنا أن يخرج ويأتينا برغيف خبز.