جدل حول “تقبيل” سفير ساحل العاج يد العاهل المغربي

أثارت لقطة ظهر فيها سفير ساحل العاج، جورج أويكنين، وهو يحاول تقبيل يد العاهل المغربي محمد السادس لدى زيارته الحالية لهذه الدولة الإفريقية، جدلا وسجالا في الصحافة الإيفوارية، خصوصا حول مدى صواب تصرف السفير مع الملك.

وبدت حركة السفير الإيفواري مفاجئة للعاهل المغربي عندما همَّ بالانحناء الشديد لتقبيل يد الملك، لدى قدومه قبل يومين إلى العاصمة أبيدجان حيث استقبله الرئيس الحسن واتار.

وسرعان ما سحب الملك يده تفاديا لتقبيلها من طرف السفير ذاته، ليتحدث بعد ذلك مباشرة مع الرئيس الإيفواري بخصوص تصرف هذا السفير.

هذه الواقعة نقلتها أخيرا التلفزة الرسمية الإيفوارية، وتم بث مقطع فيديو على موقع يوتوب، غير أنه تم حذفه بعد شكاية تقدمت بها الإذاعة والتلفزة الإيفوارية بدعوى المس بحقوق المؤلف.

وضجت الصحف الإيفوارية بسجالات وتعليقات تحاول تفسير هذا المشهد غير المألوف في “الكوت ديفوار” عند استقبال الرؤساء وزعماء الدول الأجانب، حيث اعتبرت بعض هذه الجرائد أن السفير أخطأ كثيرا بانحنائه لتقبيل يد رئيس دولة أجنبي، وبأن مقتضيات البروتوكول في استقبال الشخصيات الرسمية لا يستدعي كل ذلك التبجيل.

ورأت صحف إيفوارية أخرى بأن مشهد السفير محاولا تقبيل يد الملك لا يستوجب كل هذه الجلَبة والنقاش، حيث لا ينبغي تحميل هذا التصرف أكثر مما يحتمله، فهو مجرد سلوك بشري خاضع للعواطف قبل كل شيء.

إظهار احترام

وذهب معلقون في المواقع والمنتديات المختلفة إلى أن واقعة تقبيل يد الملك من طرف السفير الإيفواري ليست بِدعة، فقد سبق للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن انحنى بشكل شديد احتراما للعاهل السعودي الملك عبد الله، إذ أن مقامات بعض الشخصيات تفرض ذلك التوقير والاحترام الشديدين.

ورأى البعض بأن السفير لم يقصد سوى إبراز العاطفة الجياشة التي يُكنها شعب “الكوت ديفوار” للمغرب، لأنه بلد لم يتخلَّ عنه في محنته السياسية التي مر بها، ولم يوقف تعاونه الاقتصادي والسياسي معه بالرغم من الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد قبل فترة زمنية.

وفيما اعتبر بعض المعلقين بأن تصرف السفير محاولة لتقليد المغاربة الذين دأبوا على تقبيل يد ملكهم احتراما له، مثلما يقبلون يد آبائهم ومعلميهم في سياق التقاليد المرعية في هذا البد منذ عشرات السنين، ذهب آخرون بأن الملك “أهان” السفير الإيفواري عندما سحب يده سريعا، بينما وصف معلقون هذا السلوك بأنه تصرف حضاري من الملك الذي لم يرغب في إحراج السفير.