ستة عشر عاماً من المعاناة المستمرة، هي عنوان قصة حياة لسيدة سعودية اشتغلت كعاملة نظافة، وحارسة أمن أيضا، لينتهي بها المطاف معلمة بعد قصة كفاح طويلة.
سعيدة العمري، التي في يوم ما لم تجد من اسمها نصيب، هي البنت اليتيمة التي فازت بجائزة إصرار، وقد دفعت جائزة الإصرار على العمل، التي تمنحها وزارة العمل السعودية، العديد من العمال والموظفين إلى الإصرار على البحث عن فرص عمل أفضل وأفضل، على الرغم من المطبات التي يمكن أن تواجههم، وقد ذهبت الجوائز الأخيرة إلى عينات مجتمعية تدفع إلى الاقتداء بها.
وفازت سعيدة العمري المواطنة السعودية التي تسكن في الدمام بمبلغ مئة ألف ريال جائزة الإصرار في البحث عن عمل التي تقدمها وزارة العمل السعودية في النسخة الأولى من الجائزة هذا العام والتي كانت محافظة جدة مسرحا لحفلها السنوي.
سعيدة عاملة النظافة سابقاً لم يكن دخلها يتجاوز الألف ريال تقتسمها مع سائق الحافلة الذي يقلها للعمل ترشحت للجائزة بعد صعوباتٍ كثيرة مرت في حياتها، تمثلت في فقرها ويتمها منذ الصغر وانتهاء دراستها مبكراً قبل أن تترجم إصرارها المتواصل في نهاية المطاف بالحصول على فرصة عمل براتب جيد في العناية بالمعوقين وقرب إنهائها مرحلة البكالوريوس في التربية الخاصة.
وتمنح وزارة العمل جائزةً أخرى في فئة رواد الأعمال، الذين حققوا نجاحات تجارية بعد صعوبات وفشل متكرر، وهي الجائزة التي ذهبت للشاب ثامر الفرشوطي الذي استدان مبالغ مالية وقام ببيع سيارته ثم فشل لكنه بعد تجارب عدة نجح في تحقيق نفسه تجاريا.
وتهدف وزارة العمل السعودية بحسب مسؤولها الكبير من وراء هذه الجائزة إلى بثِّ روح الإصرار في الشباب للبحث عن فرص عمل وكذلك للتحلي بالصبر في مجال التجارة .
وكان المرشحون العشرة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية قد استفادوا من فرص التصويت إلكترونياً قبل أن يتم إعلان أسماء الفائزين بجائزة الإصرار ومبلغ المئة ألف ريال وتكريم المرشحين الآخرين في نهاية الحفل.
وقالت العمري خلال استضافتها في نشرة “الرابعة” على قناة “العربية”، الاثنين، إن “إيمانها هو الدافع الأول في تحملها هذا العناء، إضافة إلى أن قاعدتها في الحياة هي أن الله مع الصابرين”، ولم تخفِ سعيدة العمري أن “راتبها الحالي لا يغطي تكاليف الدراسة الجامعية، إذ لا يتجاوز أجرها الشهري 2400 ريال”.