لا يخلو المواطن المصري من روح الدعابة وسرعة تجاوبه مع كوميديا الموقف حتى في أصعب المواقف وأقساها. فقد خرج الإخوان المسلمون بشعار جديد أصفر اللون ويرمز لأربعة أصابع بعد فض اعتصامهم في “رابعة العدوية”. كان الشعار مادة دسمة للتعليقات الساخرة التي انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت تأويلات وتشبيهات.
أصبح الشارع المصري يشهد اشتباكات هنا واصطدامات هناك، ملاحقات واعتقالات، وحراك سياسي، فهي مشاهد يومية من الشارع المصري ألفنا متابعتها مؤخراً وأصبحت وكأنها لقطات من أفلام هوليوود، ومع كل هذه الأجواء المتوترة، نجح المصريون بالاحتفاظ بروح الفكاهة وإيجاد متسع لكوميديا الموقف.
وجاء الموقف من تحت ركام اعتصام “رابعة العدوية” المنفض, حين خرج الإخوان بشعار جديد يرمز لأربعة أصابع ترمز بدورها إلى اعتصام “رابعة” مع خفض الإبهام.
والشعار فاقع الصفار، استلهمته الجماعة من إشارة باليد استخدمها الإخواني التركي رجب طيب أوردغان في خطاب جماهيري يندد فيه بفض اعتصام إخوانه المسلمين في مصر ويبين أن ميدان “رابعة” منسوب إلى السيدة “رابعة العدوية” المعروفة بالتقوى وأنها سميت بهذا الاسم لأنها رابعة أخواتها. ومن هنا كان الشعار.
ووصلت أصابع رئيس الحكومة التركي إلى أرض الملاعب التركية لكرة القدم وأصبحت بدورها علامة النصر لمن يحزر هدف الفوز.
أما في مصر فكان الشعار الأصفر والأصابع المرفوعة مادة دسمة لتبادل التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومناسبة لعلماء النفس لتفسير اللون برمزه إلى الحقد.
أما الشعار فحمل تأويلات كثيرة مستوحاة من أقوال الإخوان أنفسهم سيما عبارة “موتوا بغيظكم” التي استبدلها ناشطون بجملة “موتوا بصفاركم”.
كما دخلت شعارات وعناوين لأغان شهيرة أيضاً المربع الأصفر، وأصابع تغير ترتيبها لتعبر كل واحدة منها إلى إشارة متعارف عليها.
وقبل أصابع “رابعة” التي سخر منها ناشطون سياسيون كانت أصابع مرسي التي كان يلوح بها في كل خطاباته أو يستعيرها للإشارة إلى التدخل في شؤون مصر، وهذه أيضاً لم تسلم من الفكاهة المصرية.