قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية المصرية السابق، إن القرآن الكريم لم يحرم الزنا بلفظ “حرّم”، فلا نجد آية تقول “حرّم عليكم الزنا”، وإنما حرَّم الله تعالى كل مقدمات الزنا وما يؤدى إليه فقال: ﴿ولا تقربوا الزنا﴾، وإذا حرم ما يؤدى إلى الزنا فالزنا نفسه أشد حرمة.
جاء ذلك خلال ندوته بمعرض الكتاب حول كتاب “الإجماع” للشيخ على عبد الرازق، وذكر بيان من مكتب جمعة، أن صيغ التحريم كثيرة، وإلى هذا المعنى أشار العلماء قديما وحديثا، فعلى سبيل المثال لا الحصر: يقول الإمام الزركشى فى كتابه “البحر المحيط” (2/155): [ترد صيغة النهى لمعانٍ: أحدها للتحريم كقوله تعالى: ﴿ولا تقربوا الزنا﴾، الثانى الكراهة كقوله تعالى: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾] اهـ، ويقول الإمام الغزالى فى كتابه “المنخول” (ص: 204): [ويرد النهى لسبعة معانٍ: للتحريم كقوله تعالى: ﴿ولا تقربوا الزنا﴾، وللكراهة كقوله لعائشة رضى الله عنها: «لا تتوضأى بالماء المشمس»، وللتحقير كقوله تعالى: «ولا تمدن عينيك»، ولبيان العاقبة كقوله تعالى: ﴿ولا تحسبن الله غافلا﴾] اهـ.
وذكر البيان أن بعض الصحف والمواقع اجتزأت كلام الدكتور على جمعة فيما يشبه أنه يقول بأن الزنا حلال، وهو ما لم يقل به السابقون ولا اللاحقون، ولم يحلل الزنا أحد ممن له عقل.
ووجه رسالة إلى الإعلاميين قائلا: إن وظيفة الإعلام يجب أن تكون الإنارة لا الإثارة، فعليكم بالاحتراز فيما تقولون وتنقلون لأنكم ستحاسبون على كلمة كتبتموها وستكون فى صحيفتكم يوم القيامة.
اعلام هدّام اجارنا الله