كانت المذيعة الإيرانية البارزة شينا شيراني، تعمل قبل 3 أشهر في شبكة “بس تي في” التلفزيونية الناطقة بالإنجليزية، والتي تمولها الحكومة، قبل أن تنشر فضيحة عن التحرش الجنسي الذي تعرضت له أثناء عملها في القناة، ما دفع المحطة التلفزيونية لإصدار بيان بالفارسية يؤكد وقف رجلين عن العمل تورطا في قضيتها دون إفشاء أسمائهما.
وفي هذا الصدد تحدثت شيراني في حوار مع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مع حول تجربة عملها كمذيعة تلفزيونية في إيران وقضايا التمييز على أساس الجنس والقهر الذي يؤثر على النساء.
وتقول شيراني “كوني امرأة يعني المزيد من التمييز ضدي في بلد، تجبر فيها النساء على ارتداء الزي الصارم، ولدي القليل أقوله حينما يتعلق الأمر بحقوق النساء في العمل والتعليم والزواج من رجل ترغبه دون الحاجة لموافقة ولي أمرها، وأن ترتدي ما تريد والعمل في التلفزيون يعني الاضطرار إلى التعامل مع أشكال التمييز كافة والتحيز على أساس الجنس.
وحول العثور على وظيفة قالت شيراني، الحصول على وظيفة مرموقة في إيران مهمة بشعة جدا للغالبية، بغض النظر عن جنسهم، وللأسف لا يلعب التعليم دورا كبيرا فضلا عن البنية الاجتماعية التي تضطهد الناس خاصة مع كونها أم عزباء فكان هذا عيب صريح لديها، لكن ما يميزها كان القراءة والكتابة بالانجليزية ونشأتها في اسكتلندا، إلا أنها عانت كل أشكال التمييز الثقافي والاجتماعي والقانوني كأم وحيدة تعيش في إيران.
وتضيف شيراني أنها بدأت تعمل في مهنة التدريس ثم الترجمة ومنها إلى مذيعة ناطقة باللغة الإنجليزية، ومع مرور الوقت تم حرمانها من الحقوق والمزايا التي يكفلها لي الدستور والقانون الإيراني، وعملت لدى بريس تي في لمدة 9 سنوات دون تعاقد أو تأمين صحي أو تقاعد حكومي أو إجازات سنوية أو حتى إجازة مرضية مدفوعة، كما كانت تخاف من فكرة الاغتناء عنها باعتبارها أم وحيدة مطلقة ووظيفتها هي مصدر الدخل الوحيد للمنزل.
وحول ما تتعرض له السيدات في إيران تقول شينا أن التحرش الجنسي في الأماكن العامة حقيقة واقعية في كل مكان في الحياة اليومية للمرأة الإيرانية، وأصبح الأمر شيء معتاد حتى أن بعض النساء لا تهتم به، وما أعطي الرجال الجرأة للتصرف بهذا الشكل هو عدم وجود أي عواقب، وبالنسبة لها كانت مضطرة إلى البقاء في البلاد لرعاية طفلها لأنها لم تكن لديها وصاية عليه ولا يمكنها استخراج تصريح سفر له
وحول عملها في مهنة الصحافة قالت إنها صحفية لكن لم يتم إعطائها اهتمام كبير للقضايا الداخلية في “برس تي في”، كما أنها سمعت قصص كثيرة من نساء إيرانيات، كما أنها أدركت أن العديد من أماكن العمل لها قواعد خاصة في الملابس وخاصة الصناعات التي تعتمد على المظهر ولم يكن لديها مشكلة في تفهم واحترام ذلك، وتحولت إلى المظهر الذي طلبته منها المحطة وكانت ترتدي ملابس فضفاضة وأوشحة طويلة وأحذية مسطحة، وكان مكياجها يتم بواسطة فنانة المكياج التابعة للمحطة.
أما ما كانت تتعرض له من مضايقات يومية فتقول إنها من مصوري البرامج وفنيين الكاميرا ومديرين المحتوى وجميعهم كانوا يتحدثون عن جسدها، والإشارة إلى صدرها، مضيفة أنه من المثير للاشمئزاز أن تشعر بأن عيون الرجال تخترق جسدك، على الرغم من التزامها بالقواعد وما كانت ترتديه كان يظهر للعالم على الكاميرا وكان جسدها مغطى من الرأس حتى القدمين ولكن لم ينقذها ذلك من التعرض للتحرش الجنسي بشكل منتظم.
واختتمت شينا حديثها قائلة: على عكس ما يدعي رموز الدين في إيران فالحجاب لن يوقف اعتداء الرجال على النساء، حيث يتم تحذير النساء دوما بارتداء ملابس متواضعة وتغطية أجسادهن، وكلف المجتمع النساء بالابتعاد عن الأضواء وعدم التحدث كثيرا أو الضحك وأن يهتموا بشؤونهم الخاصة ويلزموا الصمت أمام الاعتداء الجنسي والتمييز.