باتت مئذنة مسجد السوسي المائلة في مخيم الشاطئ في غزة واحدة من أبرز معالم هندسة الدمار، التي خلفها القصف الإسرائيلي على القطاع، مع جملة من مشاهد الخراب السريالية التي تشكلت عشوائياً بفعل الآلة العسكرية الإسرائيلية، بعد أن قلبت بقصفها البنى الفوقية والتحتية في العديد من أحياء غزة.
ويصف رامز رضوان صاحب المبنى المجاور للمسجد، والذي احتضن المئذنة التي يبلغ طولها ثلاثين متراً، الدقائق الأخيرة للغارة التي تعرض لها المسجد بالقول “إن إنذاراً بالإخلاء أعطي للأهالي من قبل الإسرائيليين؛ تمهيداً لقصف المسجد، وبعد أقل من سبع دقائق وقعت الغارة ودُمر المسجد”، لتستند المئذنة على البناية التي يمتلكها، متسببة بأضرار جسيمة في ثلاثة طوابق على الأقل في مبناه.
وعلى الرغم من حجم الدمار الذي لحق بمسجد السوسي فإن أهالي المنطقة ما زالوا يواظبون على إقامة الصلوات في جانب منه، وهذه الحال تنطبق على أكثر من 200 مسجد في قطاع غزة، تم استهدافها وإلحاق دمار بين كلي وجزئي فيها (تدمير كلي 64 مسجداً وأكثر من 160 مسجداً بشكل جزئي).