فيما كان خوسيه موخيا أفقر رئيس دولة في العالم يجري حواراً تلفزيونياً يوم الثلاثاء الماضي اقترب منه أحد المشردين طالباً من أنه يعطيه العملة المعدنية التي بحوزته فما كان منه إلا أن أعطاه عملة ورقية لم نتعرف على قيمتها، مقابلاً طلب السائل بكل ود.
ويعرف عن موخيا زهده في الحياة واكتفائه بأقل القليل ليعيش هو وزوجته على حد الكفاف.
وتشير أوراق موخيكا الخاصة إلى أنه من مواليد 20 مايو عام 1935، من أب ينحدر من إقليم الباسك، وأم ابنة لمهاجرين من ايطاليا، كان والده ديمتراو عاملاً زراعياً بسيطاً، لكنه فارق الحياة عام 1940، فعاش موخيكا طفولة بائسة، يخيم عليها الفقر.
وفي ستينات القرن الماضي انضم الى حركة “توبماروس”، وهي حركة التحرير الوطني في بلاده، تتألف من مجموعة سياسيين مسلحين، استقت الرغبة في تحرير بلادها من الثورة الكوبية، ووسط هذا المناخ كان موخيكا ثائراً صغيراً في صفوف الحركة، ومارس العديد من الأنشطة العنيفة، وخدم الحركة التي ينتمي إليها بكل ما أوتي من قوة.
نهاية الستينات وبداية السبعينات كانت فترة مفعمة بالتوترات داخل أوروغواي، إذ فقد نظام الحكم قدرة السيطرة على الشعب، لاسيما بعد ارتفاع وتيرة الفقر بين شرائح المجتمع المختلفة، فتعرضت الدولة لموجات من أعمال العنف، وبدأ الجيش في التدخل رويداً رويداً.
تعرض موخيكا لإطلاق النار ست مرات خلال مطاردات شرطة بلاده له، وفي عام 1971 اتهم بقتل شرطي وحكم عليه بالسجن، إلا أنه تمكن من الهروب مرتين متتاليتين، فخلال عملية أمنية موسعة تم إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن لمدة أربعة عشر عاماً كاملة، قضى عشر سنوات منها في حبس انفرادي، وأحياناً ما كانت إدارة السجن تلقيه في بئر عميق وتلقي له بقطع من الخبز ليقاوم الموت، كما حظرت إدارة السجن عليه حلاقة شعره لمدة عام كامل، إلا أنه كان بالغ الصلابة والتحمل، وفاق صبره صبر زملائه في السجن ومنهم “هنري انجلر”، الذي كان طالباً في كلية الطب، وأصيب بانهيار نفسي تام في السجن.
وعن ذلك يقول موخيكا: “تعلمت كيف أبدأ من جديد في كل مرة يراودني الانهيار.
وعن قوة صبره وتحمله، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: “إن موخيكا يتصدر قائمة ساسة العالم صبراً وجلداً”.
وأشارت تقارير إخبارية مؤخراً إلى أن موخياً رفض عرضاً عربياً سخياً لشراء سيارته القديمة التي لا يتجاوز ثمنها 3 آلاف دولار مقابل مليون دولار نقداً.
بيشبه ملوك السعوديه عايشين بفقر رهيب