أدى رجل مصاب بشلل نصفي الركلة الأولى الرمزية في افتتاح بطولة كأس العالم بالبرازيل باستخدام هيكل خارجي آلي، يتم التحكم فيه عن طريق الدماغ.
وصاحب الركلة، التي شهدها استاد كورينثيانز ارينا بمدينة ساو باولو، شاب يدعى جوليانو بينتو (29 عاما)، وهو مصاب بشلل تام في نصفه الأسفل.
وتمكّن بينتو من خلال الهيكل الخارجي الذي كان يرتديه من ركل الكرة لمسافة قصيرة فوق بساط خاص.
لكن بعض المراقبين قالوا إن هذا الحدث التاريخي لم يلق الاهتمام اللائق خلال حفل الافتتاح.
وبقيت هوية المتطوع الشاب سرية حتى نهاية الحفل.
واضطلع بتصميم الهيكل فريق يضم أكثر من 150 باحثا، بقيادة عالم الأعصاب البرازيلي، ميغويل نيكوليليس.
وقد وصف نيكوليليس الحدث في تغريدة عبر موقع تويتر بأنه “مجهود عظيم من الفريق”. وبعد انتهاء الحفل قال “لقد فعلناها!!!”.
وقال في تعليق آخر إن “أمر ارتداء الهيكل كان متروكا لجوليانو، لكن الجميع شاركوا في هذا العمل، فهو إنجاز كبير لهؤلاء الناس، ولعلمنا”.
ونيكوليليس، الأستاذ بجامعة ديوك بالولايات المتحدة، هو أحد رواد مجال وسائط العقل الآلي. وفي إنجاز نُشرت تفاصيله في عام 2003، كشف أن القرود يمكنها التحكم في حركة أذرع افتراضية باستخدام نشاط الدماغ فقط.
ويعمل العلماء ضمن فريق في مشروع باسم “المشي مجددا”. وقال الفريق في بيان إن عرض كأس العالم سيكون “مجرد بداية لمستقبل يتمكن فيه المصابون بالشلل من التخلي عن المقعد المتحرك والمشي مجددا”.
لكن بعض شبكات التليفزيون لم تنقل الحدث، وهو ما أثار انتقادات عبر تويتر. كما ألقى بعض المعلقين اللوم على منظمي الحفل، لتهميشهم هذه اللحظة لصالح العروض الفنية.
ودرب نيكوليليس ثمانية مرضى في معمله في ساو باولو، جميعهم فوق سن العشرين، وأكبرهم يبلغ من العمر 35 عاما.
وقال نيكوليليس لوكالة فرانس برس للأنباء إنه “أول هيكل آلي خارجي يتحكم فيه عن طريق النشاط الدماغي ويقدم رد فعل للمرضى”.
وأضاف “تقديم عرض كهذا في الاستاد أمر غير مألوف في عالم الآليات. لم يفعله أحد من قبل.”
الهيكل من ظهره
ويعمل الهيكل الآلي عن طريق خوذة تُثبت في رأس المريض لالتقاط إشارات الدماغ ونقلها لكمبيوتر في حقيبة ظهر مثبتة في الهيكل. ويفك الكمبيوتر الإشارات وينقلها إلى الأرجل.
وتعمل البدلة الآلية بالطاقة الهيدروليكية، وبها بطارية في حقيبة الظهر تسمح باستخدامها لنحو ساعتين.
وفي مايو/ ايار، قال جوردن تشينغ، أحد باحثي الفريق والأستاذ بجامعة ميونيخ التقنية، إن الفكرة تعتمد على “تسجيل الإشارات من الدماغ وتحويلها إلى أوامر للهيكل الآلي بالحركة”.
وقاد تشينغ عملية تطوير جلد صناعي للهيكل. ويتكون الجلد من ألواح دائرية مرنة، تحتوي كل منها على مجسات للضغط والحرارة والسرعة.
وتُثبت الدوائر في باطن القدم، وتسمح للمريض باستقبال ذبذبات تحفيزية عند المشي بالهيكل. وعندما تبدأ البدلة الآلية في الحركة وتلمس الأرض، تنتقل إشارات لجهاز ذبذبات إلكتروني مثبت في ذراع المريض، ويحفز الجلد.
وبعد الكثير من التدريب، يبدأ الدماغ في الربط بين حركات الأرجل والذبذب الصادرة من الذراع.
ونظريا، من المفترض أن يكون لدى المريض إحساس برجليه وبالقدرة على المشي.
وسمي ذلك الهيكل الآلي باسم “برا-سانتوس ديومونت”، ويضم اختصارات لكلمتي البرازيل وسانتوس-ديومونت، أحد رواد الطيران الذي ولد في ولاية ميناس غيرايس، جنوبي البرازيل.