تم إغلاق قناة “الأطلس” الجزائرية الخاصة، قبل أكثر من عام تقريباً، بسبب ما رأته محكمة في العاصمة، الجزائر، “تحريضاً ضد السلطة” حين دعت القناة إلى “رفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى فترة رئاسية رابعة”.
وتطرح هذه القضية اليوم بشدة مسألة الحرية في وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية والتلفزيونية في البلاد، بعد تلقي 5 فضائيات خاصة تهديدات بسحب رخص النشاط منها، في حال لم تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات وجهتها لها وزارة الإعلام تتعلق بـ”إفراغ شبكات البرامج من مظاهر العنف والمشاهد المنافية لتقاليد وقيم المجتمع”.
داعش والإرهاب في القنوات الجزائرية
وعجت هذه القنوات الخمس ببرامج كاميرا خفية عن “داعش” وإلقاء القبض على “الرهائن”، و”الجن”، وغيرها. وهذه أسباب كافية لتحريك يد السلطة بمنع بثها، فهي “برامج تتضمن مشاهد منافية للتقاليد، ولقدسية العائلة الجزائرية”، لكنها الأسباب ذاتها التي لم تحرك يد السلطة لتحذير القائمين على التلفزيون الحكومي بعد بث سلسلات يعتبرها متتبعون “منافية لقيم وأخلاق الجزائريين”.
مواجهة بين الإعلام الحكومي والخاص
تخوض القنوات التلفزيونية الخاصة والحكومية مواجهة حادة تترجمها الصحف التابعة إليها القنوات الخاصة والإذاعة الحكومية التي تدافع عن التلفزيون العمومي.
وتستميت صحيفة الشروق الخاصة في الإشهار لسلسلة “السلطان عاشور العاشر”، الذي كلف ميزانية ضخمة ولقي استحساناً في الشكل وانتقاداً لمضامينه الفارغة في السيناريو والنص، جعل المتتبعين ينتقدون هذا العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من المخرج الأميركي، جيمس كاميرون، يفكر شخصياً في إنتاج فيلم سينمائي في هوليوود لإعجابه بهذا المسلسل وهو خبر عار من الصحة. لكن الصحيح، حسب صحيفة الشروق، أن الأميركيين يطلبون دبلجة المسلسل التلفزيوني إلى اللغة الإنجليزية لإعجابهم بتقاسيم وجه البطل الرئيسي، وهذا أمر يبعث على الضحك.
صحيفة الشروق التي انتقدت سلسلات تلفزيونية تبثها القنوات الحكومية باعتبارها “خادشة للحياء وتمس قيم وتقاليد المجتمع الجزائري”، ترد عليها الإذاعة الجزائرية بأن ما تبثه “ترويج للعنف وتمجيد لظاهرة الإرهاب” مضيفة أن برامج الكاميرا الخفية لهذه القنوات ” تافهة”.
اغتيال الرئيس الجزائري في برنامج ساخر!!
استدعت سلطة ضبط السمعي البصري مدير قناة الخبر “كاي.بي.سي” الخاصة وبلغته إنذاراً شفهياً بسبب “التجاوزات المتكررة” في برنامجين تمادياً، حسب الهيئة، في “التجريح والسخرية بمس الأشخاص، بما فيهم أسماء رموز من الدولة ومسؤولين بارزين في مختلف هيئات ومؤسسات الجمهورية”.
وأنذرت الهيئة مدير القناة وقالت إنه في حالة عدم الاستجابة فإن السلطات العمومية لن تتأخر في اتخاذ التدابير القانونية اللازمة.
سلطة ضبط السمعي البصري غير قانونية!!
وتطرق البرنامج السياسي الساخر “جرنان القوسطو” مؤخراً إلى مدير جهاز المخابرات الجزائرية، وعرض حلقة عن قضية اغتيال الرئيس الجزائري، محمد بوضياف، وعلاقته بالجيش والقاتل، وهي جرعة زائدة في التعبير لمسها المشاهد لهذا البرنامج الذي تحول، وفق المتتبعين، من السخرية إلى “التهكم المباشر”.
ويقول مدير قناة كاي بي سي، علي جري، في حديثه للعربية.نت إن “القناة لا تساوم على حذف أشياء، ولن تكون هناك أي ذريعة للمس بحرية التعبير فهذا خط أحمر”.
وفي رد على سلطة ضبط السمعي البصري، قال جري: “أنا لا أعترف بهذه الهيئة لأنها ليست قانونية”.