أنهت قبلة بين تلميذ وتلميذة داخل القسم، بثانوية محمد الخامس بمدينة مكناس وسط شمال #المغرب، المسار الدراسي للتلميذة التي صدر في حقها قرار الطرد النهائي من طرف المجلس التأديبي، فيما خففت العقوبة في حقّ التلميذ وتقرّر نقله لمتابعة دراسته بثانوية أخرى.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى نهاية الأسبوع الماضي، عندما ضبطت أستاذة مادة علوم الحياة والأرض التلميذين اللذين يتابعان دراستهما بمستوى الثانية بكالوريا وهما يتبادلان القبل داخل القسم خلال فترة الاستراحة، لتقرر تحرير تقرير عن الواقعة وإحالته على إدارة المؤسسة، التي اتخذّت قرار طرد التلميذة نهائياً من دراستها ومنح صديقها فرصة استكمال دراسته في مؤسسة أخرى.
وأثارت هذه الحادثة جدلاً كبيراً في المغرب خاصة لدى نشطاء #التواصل_الاجتماعي الذين اعتبروا أن الفتاة تعرضت إلى ظلم كبير وأن المؤسسة لم تكن عادلة في عقوباتها وقامت بالتحيّز إلى صديقها ولم تقم بطرده رغم أنه ارتكب نفس الفعلة، معتبرين أن الأمر لا يستحق حرمانها من دراستها والقضاء على مستقبلها خاصة أنها ما زالت قاصراً.
تعليقاً على ذلك، قال المدوّن سامي المودني، إنه “من المؤسف أن يتم طرد تلميذة لأنها فقط قبّلت زميلا لها”، معتبراً أن هذا القرار “من تجليات الفكر (..) المتطرف الذي عشعش بعقول عدد من الأساتذة، الذين يكفي فقط الاطلاع على منشورات البعض منهم لكي نعلم أنه لو كان باستطاعتهم تنفيذ عقوبات أخرى ما كانوا لهم أن يترددوا، إنها مجرد قبلة أيها الأوغاد، مجرد قبلة يا رباعة المتطرفين”.
من جهته علّق الناشط محمود عبو في تدوينة له قائلاً “لا بد أن ذلك الأستاذ الذي تسبب في طرد تلميذة مكناس بسبب قبلة خارج وقت الحصة الدراسية، والاكتفاء بتغيير المؤسسة للتلميذ يشعر بنشوة وفخر، لكن السؤال هنا لماذا التمييز في العقوبة بين الطرفين، وهل ننهي مسيرة دراسية لتلميذة في السنة النهائية الثانوية بسبب قبلة؟”.
وفي هذا السياق، أكد المجلس التأديبي أن القرار وقع اتخاذه بناء على التباين الواضح بين سلوكي الطرفين، حيث إن “التلميذة التي لديها سوابق وسيرتها غير جيدة هي من تحرشت بصديقها المعروف عنه حسن #الأخلاق والأدب”، وفق المجلس.
وفي رده على قرار طرد ابنته من الدراسة، قال والدها سعيد إنه كان “بمثابة الصدمة بالنسبة له، كونه جاء عن أول خطأ ارتكبته القاصر (16 سنة)”، مضيفاً أنه “كان على المؤسسة تنبيهها واستدعاء والديها من أجل إعلامهم بسلوك ابنتهم حتى يتم معالجة المشكل وتربيتها، لا طردها نهائياً وحرمانها من دراستها”.
وأضاف “الخطأ كان متبادلاً بين ابنتي والشاب، فمن غير المنطقي معاقبة البنت بالطرد النهائي، هذا إن لم نقل إن المؤسسة وجب عليها أن تحتوي خطأهما معا، فدور المدرسة غير محصور في تعليم الدروس، بل بالتوعية، خاصة في هذه المرحلة العمرية الحساسة التي يمر بها التلاميذ”.
ومقابل ذلك، أبدى الناشط محمد توفيق الملوكي تأييده للعقوبة المتخذة في حق التلميذين، لأن “المؤسسة التعليمية هي مؤسسة لها قدسية معينة يجب أن تحترم وإلا فعلى التعليم السلام أمام جيل 2000 المتشبع بأخلاق وثقافة بدأت تبتعد عن ثقافة المغرب”.