بعد نحو أسبوع من إطلاق النسخة الفلسطينية من أغنية “بشرة خير”، والتي أنتجتها شركة مشاعل للإنتاج الفني في غزة باللغة العبرية، رد نشطاء إسرائيليون بإطلاق نسخة جديدة باللغة العبرية أيضا، حيث تداولها آلاف الإسرائيليين على شبكات التواصل الاجتماعي.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=GhDWGMjaN1w
وتتضمن النسخة الإسرائيلية من “بشرة خير” شتائم للفلسطينيين والعرب ودعوات لإبادتهم، وسرد أسماء كتائب في الجيش الإسرائيلي، وتمجيد ما قامت به من سفك لدماء الفلسطينيين، ومزاعم أن الفلسطينيين ليسوا أصحاب الأرض، وأن موطنهم هو شبه الجزيرة العربية، ولابد أن يعودوا إليها، إضافة لوصف الفصائل الفلسطينية بأنها امتداد لداعش.
أما النسخة الفلسطينية التي أنتجت في غزة من قبل شركة إنتاج قريبة من حماس، فتسرد أسماء الوحدات الإسرائيلية المقاتلة، وتتحدث عن هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتقول إن إسرائيل هي من اختارت مصيرها، كما تحتوي الأغنية على صور ومقاطع من عمليات للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وتشهد كلتا الأغنيتين بالنسختين الفلسطينية والإسرائيلية انتشارا كثيفا على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تشهد هذه الساحة الإلكترونية مواجهة كبيرة منذ الحرب الأخيرة على غزة.
حروب إلكترونية
ويقول المدون والصحافي الفلسطيني محمود حريبات “الاحتلال ومستوطنوه يدركون تماما أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، ودائما يحاولون استخدامها في تدعيم روايتهم الاحتلالية أو حقهم المزور على هذه الأرض على الرغم من هزيمتهم الأخيرة في الحرب الإلكترونية التي كانت في الوقت الفعلي للحرب على قطاع غزة، حيث كانت ملايين التغريدات على مستوى العالم تناصر القضية الفلسطينية وتطالب بفضح ممارسات الاحتلال ومحاكمة مسؤوليه بينما كانت بضع مئات آلالف من التغريدات لصالح الاحتلال الإسرائيلي”.
المواجهة الإلكترونية والإعلامية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على شبكات التواصل الاجتماعي لا تبدو متكافئة من حيث الإمكانيات، فالنشطاء الفلسطينيون يعملون بشكل فردي قليل التنظيم، بينما تمتلك إسرائيل وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي بأكثر من لغة، إضافة لآلاف المتطوعين الذين ينالون تسهيلات حكومية ورسمية أثناء الحرب لنشر الرواية الإسرائيلية.
ويؤكد حريبات أن هذه الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها إسرائيل لم تمنع من هزيمتهم إلكترونيا، قائلاً “الإمكانيات التي تتمتع بها إسرائيل فشلت في مجاراة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية العادلة من مختلف دول العالم، مع أنهم يعملون بشكل منظم وكثيف، اليوم مثلا قام المئات منهم بتغيير أسمائهم لـ”الموت للعرب”، وهم دائمو التحريض على العرب والفلسطينيين، ويستخدمون كل الأدوات المتاحة، ولعل آخرها استغلال أغنية “بشرة خير” التي لاقت انتشارا عربيا وعالميا غير مسبوق، وتحويلها إلى أغنية عنصرية تدعو لقتل الفلسطينيين”.