لم يتوقع العم محمد الحايطي، الذي يرقد منذ نحو 60 يوماً على السرير الأبيض في مستشفى الملك خالد بحائل، أنه سيتحول إلى رقم جديد في حصيلة الأخطاء الطبية التي يقرأ عنها في شبكات التواصل الاجتماعي بالسعودية، بعد أن نسي طبيب مقصاً جراحياً في بطنه.
الحايطي تحدث عن تفاصيل ما بعد العملية الجراحية التي أجراها قبل عشرة أيام، مبيناً أنه شعر بألم ونزيف داخلي بعد أن استفاق من المخدر، ليتم نقله للأشعة المقطعية التي كشفت شيئا ما في بطنه، ليُنقل بعدها إلى الأشعة التلفزيونية، لتكون المفاجأة التي أظهرت “المقص” وهو مفتوح الجانبين.
العم محمد أوضح لـ”العربية.نت” أنه يرقد منذ شهرين في المستشفى، حيث أجرى خلالها سلسلة عمليات من بينها بتر أصابع قدمه على يد الطبيب نفسه، مشيراً إلى أن طبيبه (مصري الجنسية) الذي بتر أصابع قدمه، وكذلك نسي المقص في بطنه، كبير في السن ويده لا تكاد تستقيم في حمل الإبرة، مستغرباً كيف لجراح بهذا العمر أن يحمل المشرط ويقوم بالعمليات.
وحمل الحايطي إدارة المستشفى وكذلك الشؤون الصحية ووزارة الصحة، مسؤولية ما حصل: “لن أترك حقي فيما حدث لي وما تعرضت له من كارثة طبية وبحق الإنسانية”.
وأضاف: “لا يعني لي اعتذار صحة حائل أي شيء، فما حدث كارثة طبية تسببت فيها جهات متعددة، منها عدم متابعة الجودة، وكذلك عدم الرقابة وملاحظة الأطباء، خصوصاً ممن يعانون عدم تركيز وكبر في السن وارتعاش في اليد”، مؤكداً أنه ينوي توكيل محامٍ في هذا الخصوص، والمطالبة بتعويض، وملاحقة الطبيب المصري قانونياً.
إهمال واضح
محمد سليمان العليط، مرافق مريض موجود في غرفة محمد الحايطي، أكد هو الآخر أن هناك إهمالاً واضحاً يطغى على عمل إدارة المستشفى، مشيراً إلى ما تعرض له والده المنوم في مستشفى الملك خالد بحائل من إهمال بعد انتهاء عقد طبيبه الاميركي وسفره: “أصبح والدي بلا طبيب معالج منذ نحو شهر، وأصبح المستشفى خالياً من استشاري بالمخ والأعصاب، وأصبحت الشؤون الصحية ترمي الموضوع لدى الوزارة التي تعلم بعدم وجود استشاري مخ وأعصاب، ومع ذلك بقي والدي في المستشفى الذي يخلو من هذا التخصص”.
وكانت صحة حائل أصدرت بياناً اعتذرت فيه عن واقعة نسيان مقص داخل بطن مريض أثناء العملية الجراحية له.
وقالت صحة حائل في بيان لها، إنها تأسف وتقدم اعتذارها للمريض، وتود أن توضح أنه فور العلم بذلك تم الإبلاغ عن هذا الحدث الجسيم فور وقوعه وتسجيله عبر برنامج الأحداث الطبية الجسيمة في وزارة الصحة بالمنطقة بالتحقيق في أسباب حدوث ذلك وملابساته ومحاسبة المتسبب فيه.