اكتشف علماء الفلك، بعد 17 عاماً تقريباً، أن الإشارات التي التقطها المرصد الفلكي الراديوي في أستراليا، باعتبارها قادمة من الفضاء ما هي إلا إشارات صادرة عن فرن المايكرويف في المكتب.
فعلى مدى هذه العقود، حاول علماء الفلك في محطة باركس بأستراليا تحديد مصدر إشارات غريبة يلتقطها المرصد في المحطة باعتبارها ربما صادرة عن غرباء في الفضاء، أو في أحسن الأحوال صادرة عن أقمار صناعية روسية تحاول تضليلهم، وأخيراً تمكن العلماء من ذلك، وعن طريق الصدفة البحتة.
الغريب في الأمر أيضاً أن هذه “الإشارات الراديوية الغريبة” كان يتم التقاطها مرة أو مرتين في السنة على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية.
أما كيف اكتشف العلماء أمر الإشارات الراديوية الغريبة هذه، فلم يكن إلا مصادفة وبعد ما تم تركيب أداة جديدة في المحطة.
وأدرك العلماء أن الإشارات التي يلتقطها المرصد الفلكي الراديوي صادرة عن المايكرويف في المكتب عندما قام أحدهم بفتح باب فرن المايكرويف قبل أن ينتهي الأخير من عملية التسخين، ما أدى إلى إطلاق حزمة إشعاعات راديوية.
ولم يكن المرصد يلتقط الإشارات الراديوية الصادرة عن المايكرويف إلا عندما يكون قرصه مواجهاً للمايكرويف، وهذا هو سبب تكرار التقاط تلك الإشارات على مدى السنوات الماضية.
وقال رئيس قسم فيزياء الفلك في منظمة الأبحاث العلمية والصناعية سيمون جونستون لصحيفة الغارديان إنه عندما يلتقط تليسكوب فضائي مثل هذه الإشارات، من الصعب أن تتوقع أنها قادمة من الأسفل (المكتب).
وبهذا أثبتت مجموعة من العلماء أنه لا بد من توافر “الحس العام” لدى العلماء بصرف النظر عن عدد شهادات الدكتوراه التي يحملونها.
كما أثبتوا أنه من الضروري عدم فتح المايكرويف إلا بعد الانتهاء من عملية التسخين، حتى يتم تجنب أي إشعاعات.
بعد 17 عاما.. إشارات الفضاء مصدرها مايكرويف
ماذا تقول أنت؟
??