قرار طريف ويحمل نوعا من الجدّة، فبغية إشاعة ثقافة غرس الأشجار بدلاً من قطعها، أعلن أمين بغداد عبد الحسين المرشدي بأن دوائر الأمانة ستهدي لكل مولود جديد “شجرة” تقوم عائلته بزرعها أينما شاءت: البيت.. أو أقرب حديقة عامة.. لتكون مقترنة بعمر الطفل الوليد.
وقال المرشدي لـ”العربية.نت”: هذه المبادرة من شأنها تحقيق أهداف عدة أبرزها زيادة جمالية العاصمة بغداد والحد من التلوث البيئي ونشر الظل في أماكن الجلوس سواء في المتنزهات العامة أو المنازل فضلاً عن استعمال الأشجار كمصدات للرياح والإفادة من المثمر منها كسلة غذائية”.
أرض السواد أم أراض سوداء
واحدة من أسماء العراق في التاريخ العربي القديم أنه “أرض السواد” وذلك لكثرة الأراضي المزروعة فيه، لكنه اليوم عبارة عن “أراض سوداء” قاحلة بعد أن تم تجريف البساتين والأراضي الزراعية لصالح بناء المساكن والعمارات، ومع تفاقم مشكلة التصحر واستمرار العواصف الترابية، باتت الحاجة إلى مشروع الحزام الأخضر ضرورة ملحة.
حكيم حسن، مدير عام العلاقات والإعلام في أمانة بغداد، صرح لـ”العربية.نت”: “من خلال جولات الأمين شبه اليومية في أحياء ومناطق بغداد المختلفة وجد رغبة كبيرة من قبل أهالي بغداد بزراعة الأشجار وتكثيرها والعناية بها إلى جانب الاهتمام بزراعة الزهور في الحدائق المنزلية وهو ما دعاه إلى إطلاق هذه المبادرة التي من شأنها تحقيق أهداف بيئية وجمالية متعددة”.
واعتبرت وزارة البيئة، وعلى لسان مدير عام التوعية والإعلام البيئي أمير علي الحسون، الخطوة التي اتبعتها أمانة بغداد بأنها جيدة ومهمة، مضيفة لـ”العربية.نت” أن: “أي مبادرة مماثلة من قبل أمانة بغداد أو أي وزارة معنية بزيادة المساحة الخضراء نعدها عملاً إيجابياً في تحسين مستوى البيئة في العراق”.
يذكر أن تزايد العواصف الغبارية في سنوات العراق الأخيرة يعود إلى تكسر التربة نتيجة العمليات العسكرية وسقوط القنابل والصواريخ وسير آلاف الدبابات عليها، حتى صار بعض الظرفاء يسمون مدينتهم بغداد بـ”مدينة الغبار” على غرار العاصمة لندن “مدينة الضباب”.