سي ان ان — للمرة الثالثة، تقضي عائلة أبو فراس شهر رمضان في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن، من دون أن تغيب الدعوات والصلوات عن موعد الإفطار من أجل العودة إلى سوريا. لكن، يبدو هذا العام كأنه الأصعب والأقسى على العائلة.
وتقول عهود التي تبلغ من العمر 13 عاماً شارحة حالها وحال عائلتها في شهر رمضان : “كنا قبل عام واحد فقط عائلة كاملة في المخيم، وحالياً يوجد نصف العائلة هنا والنصف الآخر في سوريا”، مضيفة بحسرة: “أمي ذهبت إلى سوريا ومن وقتها وأنا أحمل المسؤولية عنها…ياريت ترجع أمي وأخوتي.”
وتتذكر عهود أياماً ليست بعيدة قد لا تتجاوز الـ70 يوماً، فراقها عن والدتها وشقيقاتها الثلاثة، عندما قررت العودة إلى سوريا بعد تردي الأوضاع في المخيم. ورغم أنها حاولت العودة عبر المنافذ الحدودية إلى الزعتري، إلا أن السلطات الأردنية أبلغتها بعدم السماح لها ولبناتها بالرجوع قبل ستة أشهر.
أما انقسام عائلة أبو فراس بين مخيم الزعتري ومنطقة السويداء في سوريا، وضنك العيش في المخيم حيث تتشابه أحوال العائلات، لم تترك فسحة للتأمل في مظاهر رمضان، أو التدبر فيه، بل تدور الأحاديث بمجملها حول شح المياه ونشوب المشاجرات اليومية في المخيم، فضلاً عن الشعور بالخوف على الأقارب في الداخل السوري. وأصبحت كل تلك الأمور هموماً يومية لا تنقطع.
ويقول أبو فراس، والذي تفرق أولاده العشرة بين الأردن وسوريا: “لا وجود لرمضان بيننا ما عدا بعض المظاهر الدينية كأداء صلاة التراويح، إذ ينتشر حوالي مائة مسجد،” موضحاً: “يصاب اللاجئون هنا بالشعور بالإحباط وباليأس، وتقع مشاجرات بشكل يومي وبعضها بالسكاكين للحصول على المياه.”
أما في الشارع “4” والقطعة “12” (بحسب ترقيم أجزاء المخيم)، فلا يوجد مسحراتي، ولا موائد للرحمن التي لم تسمح بها السلطات المحلية حتى الآن، ولا حضور لافت للحلويات المشهورة في شهر رمضان. بالإضافة إلى كل ذلك، يعاني العديد من سكان المخيم من ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة العيش في المخيم، ما أدى إلى أن يترك هؤلاء فريضة الصوم جانباً، بحسب ما يقول أبو فراس.
ولدى السؤال عن يوميات رمضان في المخيم، توضح عهود التي انقطعت عن الدراسة منذ الصف السادس: “طلعة من البيت ما في..أحس أني أكبر من عمري أسهر مع زوجة أخي على التلفاز حتى موعد السحور، وأجهز الطعام لوالدي وأخوتي المتبقين هنا، وفي اليوم التالي أستعد للتنظيف والاهتمام بإطعام إخوتي ونظافتهم، وعند الإفطار أقوم بتجهيز الإفطار.”
وتعلمت عهود إعداد الطعام لعائلتها فقط منذ مجيئها إلى المخيم، وقد توقفت عن الخروج للعب في الخارج بسبب انشغالها في الأعمال المنزلية وخوفاً من المشاكل الكثيرة التي تعمل المخيم.
وتشير ابنة الـ13 عاماً إلى أن قدرتها على طبخ العديد من المأكولات تحسنت كثيراً. وفي هذا السياق، تقول: “تعلمت أسوي طبخة باذنجان والملوخية والصواني …بس صراحة أحب أن أكمل دروسي، وترجع أمي وأخواتي حتى يتحملن بعض المسؤولية،” موضحة أن “الأب ليس متل الأم..مش مبسوطة …حابين نرجع على سوريا ويتغير الوضع كله.”
وفي موعد الإفطار، تجتمع عائلة أبو فراس التي تعتبر نفسها محظوظة، حتى تتناول من ثلاثة أطباق من الباذنجان المطبوخ مع البندورة واللحمة، لكن ابتسامة واحدة كان من الصعب التقاطها على وجوه العائلة.
ويقول أبو فراس إنه لن ينتظر كثيرا إذا لم تعد زوجته إلى الأردن، مؤكداً أنه سيعود إلى سوريا مهما كلفه الأمر.
ويعيل أبو فراس عائلته الكبيرة، التي تقيم في أكثر من “كرفان” في المخيم، مستعيناً ببعض الأموال التي يرسلها ابنه، وهو “معلم بلاط” في غينيا. ويقول أبو فراس إن “قيمة الكوبون الذي تصرفه مفوضية شؤون اللاجئين بقيمة عشرة دنانير (حوالي 14 دولار) كل أسبوعين للفرد الواحد، لاتكفي لمصاريف أقل من أسبوع.
ويؤكد أبو فراس بحسرة: “لم يحصل مع أي شعب في العالم ما حصل معنا.. لدينا شعور بخيبة أمل كبيرة، رغم أن أملنا بالله كبير.. الثورة السورية اليوم ضعيفة، ونحن نتابع الأحداث في الداخل، لكن نفسياتنا وأعصابنا متعبة..ما عنا رمضان.”
بصراحة ماكو اطيب من الباذنجان خاصة المقلي او مع المسقعة
مع المسقعة اقدر اكله ٣ ايام ورا بعض