توجت الجامايكية ” توني آن سينغ ” بلقب ملكة جمال العالم لعام 2019 في الحفل الذي أقيم يوم السبت الماضي في العاصمة البريطانية لندن .
تبلغ توني آن من العمر 23 عاما .. ولدت فى خليج مورانت فى جامايكا ولكنها انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى سن التاسعة واستقرت فى فلوريدا حيث حصلت على شهادة من جامعة ولاية فلوريدا فى دراسات المرأة وعلم النفس .
وتحدثت توني عن أهدافها وطموحاتها بعد الفوز باللقب بإنها تريد أن تحدث تغييرا مستداما لتكون على ثقة بأن أطفالها وأحفادها سيكون لديهم قيمة مختلفة في الحياة .
وحين سؤالها عن قيمة مسابقات الجمال في عالم اليوم والسعي من أجل المساواة واحترام المرأة ردت بأن الجمال كان العنصر الأقل أهمية في إنجازها بالنسبة لها .. وقالت : ” لقد نشأت في عالم كانت فيه الفتيات اللاتي يشابهنني بلون بشرتي وشكل شعري لا يعتبرن جميلات ” .
بعد سنوات مريرة من الصراع مع نظام الابارتايد العنصري بجنوب إفريقيا اليوم تفوز جنوب افريقية من ذوي البشرة السوداء بلقب الجمال العالمي و بعد سنوات مماثلة من الاضطهاد و المعاناة لسود الأمريكتين الجنوبية و الشمالية ترجمتها أغاني بوب مارلي الثائرة و أغاني الراب الأمريكية الغاضبة، تفوز اليوم سمراء جمايكية بلقب الجمال العالمي، أحيانا أحس بأن هذه التتويجات مجرد مجاملات من الإنسان الأبيض تجاه الأسود، فالأبيض يعتقد دوما بتفوقه على الأسود مهما صار فلا شيء و لا أحد سوف ينزع من نفسيته الإحساس بأنه الأفضل!! و ما لا يعرفه الكثيرون أن الإنسان الأسود كذلك عنصري تجاهنا نحن أصحاب البشرة البيضاء، فمثلا السود في إفريقيا ” قـــد” يتعاملون بعنصرية و حقد تجاه الوافد لبلادهم من ذوي البشرة البيضاء !! فهم يرون فيه مجرد محتل ناهب و مستغل لهم و لثرواتهم حتى لو لم يكن الأمر كذلك، لكن ترسخت تلك الفكرة في أذهانهم و قد يتعرض الأبيض على أيدي السود لتصفية عرقية في أية لحظة!! و مادامت كل الأعراق و الأجناس و الأطياف فيها نزعة ما و إلى حد ما و بتفاوت نحو استعمال العنصرية كل حسب بيئته و ظروفه و أسبابه، رغم أن الأديان نبذت العنصرية، فهذا يجعلني شخصيا لا أؤمن بوجود المطلق و اليقين في أي شيء في هذا العالم باستثناء يقيني في وحدانية الله التي لا جدال فيها !!