تعرف إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة باحتضانها أطول برج في العالم، وأحد اكبر الاسواق التجارية، وأضخم محل حلويات، والآن أثبتت المدينة أن بامكانها التباهي بالكائنات الحية أيضاً.
فحوض دبي المائي الممتد داخل مول دبي الضخم، استقبل مؤخرا التمساح الملك “كروك ” البالغ طوله أربعة أمتار، ووزنه 70 كغم، وهو أحد أضخم الزواحف المكتشفة على الارض ليتباهى بأسنانه المتراصة أمام الملايين من زوار المول.
ويقول المستشار في تصميم الحدائق ومدير مجموعة “Leisure Bussiness Advisors”، جون غيرنر، إن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في الحصول على الحيوانات الضخمة، ينبثق من خلال رغبتها المتواصلة في تحطيم الأرقام القياسية.
وأضاف غيرنر: “لطالما كانت مواقع الترفيه وسيلة أمام الدول للتباهي حول العالم، لكونها تملك الأفضل، والأكبر والأسرع من كل شيء، وهنا تريد دبي بأن تعتلي المسرح العالمي باسلوبها الخاص، وذلك بالحصول على حيوانات محطمة للأرقام القياسية.”
وهذه ليست المرة الأولى التي تتباهى دبي بحصولها على مثل هذه الحيوانات، إذ أحضرت حلبة تزلج دبي بمول الإمارات، مجموعة من البطاريق، وفي عام 2008 تعرض فندق أتلانتس، الواقع على جزيرة النخلة في الإمارة، للانتقاد من قبل منظمات حقوق الإنسان بعد وضعه سمكة القرش في حوضها المائي الداخلي.
ووفقا لغيرنر، فالفكرة الجديدة تتمحور حول وضع الحيوانات في أماكن لن تخطر على بال الزوار.
المدافعون عن حقوق الحيوان لا يرون البهجة ذاتها في وضع الحيوانات البرية بمثل هذه الأماكن، إذ تقول آشلي فرونو، مديرة حملة تدعم” المعاملة الأخلاقية للحيوانات” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو “PETA”، إن “التماسيح في البرية تقضي ساعات في السباحة، ويمكنها تعديل حرارة أجسادها بنفسها، ولا توجد أي جهة قادرة على توفير كل الأمور المهمة التي قد تحتاجها التماسيح في حياتها الطبيعية.”
واضافت انه اذا ارادت دبي التميز عن غيرها، فهناك العديد من الاساليب الممكنه لذلك بعيدا عن وضع حيوانات برية محاطه بجدران اسمنتية وتسلب كل ما هو طبيعي ومهم لحياتهم، على حد قولها
وتقول فرونو إنه ورغم “عدم تطبيق قوانين حماية الحيوان على فئة كبيرة من الناس”، إلا أن “الوعي يزداد يوماً بعد يوم، كما ان عدد مؤسسات حماية الحيوان اخذ بالانتشار في المنطقة.”
ومن جهتها، أشارت شركة إعمار، المشرفة على دبي مول، في بيان لها إنها حصلت على الملك “كروك” ورفيقته من مزرعة للتماسيح في أستراليا، وأن عملية نقل التمساحين جرت وفقاً للتشريعات المعتمدة لدى السلطات الأسترالية، التي درست جودة المعرض الذي سيحوي التمساحين والخبرة التي يمتلكها الذين سيتولون العناية بهما والأغراض التعليمية المنوي تحقيقها.
وأضافت الشركة بأن الحوض المخصص للتمساحين يبلغ ثلاثة أضعاف الحجم المحدد من قبل الهيئة العالمية لحدائق الحيوانات والأحواض المائية.
هذا وقد أصدرت دولة الامارات منذ مدة قانوناً يمنع السكان من استيراد حيوانات برية أو بحرية لأغراض شخصية أو ترويجية، بعد حالات تباهى فيها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحيوانات غريبة كجزء من إعلان للمكانة الاجتماعية