استيقظ أهالي المنطقة الشرقية مؤخّراً على جريمة بشعة، راح ضحيّتها عريس سعوديّ على يد زوجته اليمنيَّة، التي لم يمضِ على زواجه منها سوى 11 شهراً بمساعدة عشيقها، الذي تربطه بها علاقة محرَّمة، قبل أن يلوذا بالفرار. وكُشف عن الجريمة عندما عثر عمَّال البلدية على جثَّة الزوج في صندوق القمامة، وأبلغوا الجهات الأمنيَّة بالواقعة.
تعود تفاصيل القضيَّة عندما عثر عمَّال البلدية على جثَّة الزوج في صندوق القمامة، وأبلغوا الجهات الأمنيَّة بالواقعة، وكشفت التحريات عن تحديد هوية المتهمين بقتله، وهما: زوجته، وشخص آخر ساعدها في ارتكاب جريمتها، والعثور على مكان اختبائهما، والقبض عليهما بـ«الخرج»، وتسليمهما لشرطة «الشرقية».
شائعات إعلامية
«سيِّدتي نت» قام بواجب العزاء، والتقت الأسرة المكلومة بمقتل ابنها في «الثقبة» «الخبر- شرقي السعودية»، حيث المنزل كان مكتظاً بالمعزين من النساء، وقابلنا والدة «جواد» التي كانت في حالة من الألم والحزن يرثى لها، ولم تتمكَّن من الإجابة عن أسئلتنا سوى ببضع كلمات: «ماذا يمكنني أن أقول؟ وهل سيعيد لي الكلام ابني؟» ثمَّ أجهشت بالبكاء.
لتلتقط الحديث عمَّة «جواد» -رحمه الله- وتعتذر عن عدم مقدرة «أم جواد» على الإجابة نتيجة المصاب الجلل بفقدانهم ابنهم، وهو لم يكمل عامه الأول من زواجه، متَّهمة وسائل الإعلام بعدم تحرِّي المصداقيَّة في نشر الأخبار، وأنَّ التشهير والإثارة شاغلهم الأول، حيث تقول: «ما تمَّ نشره في بعض الصحف عن تقطيع ابن أخي بالساطور عارٍ من الصحَّة جملة وتفصيلاً، إضافةً إلى شائعات النَّاس الذين لا يرحمون، لدرجة أنَّها أصابتنا بالهلع والصدمة القويَّة، وخاصَّة والدته التي أغشي عليها وفقدت وعيها عندما سمعت ذلك، وأصرَّت على أن تراه قبل أن يوارى بالثرى؛ لتتحقق من صحَّة الأمر، وهل قطع ابنها المدلل والأصغر إرباً بالساطور أم لا؟».
وعزت ذلك بقولها: «نجهل تفاصيل الجريمة؛ نتيجة حرص وخوف أخي على زوجته وأسرته من الصدمة، لكنَّ الأخبار والأكاذيب تسرَّبت، ما زاد وضاعف الأسى، فبعد مقتل «جواد» تلقينا اتصالاً من قِبَل والدي «إبتسام» زوجة ابننا «جواد» من «جازان»، لكننا رفضنا استقبالهم أو رؤيتهم، وأعتقد أنَّ من حقّنا رفض ذلك بعد الجريمة التي اقترفتها ابنتهم في حقِّنا».
وعلى الرُّغم من اعتراض الأقارب على «أبي جواد» من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، إلا أنَّه أصر وصرَّح «أبو جواد الشماخي»، وهو يبكى ألماً وحزناً وحسرةً على ابنه المقتول غدراً بقوله لـ«سيِّدتي»: «لم يكن ابني «جواد» -رحمه الله- يدري بأنَّ زواج العمر الذي كان ينتظره سوف يفقده حياته، ويتلقَّى الخيانة من أقرب النَّاس إليه، وبالرُّغم من الصُّعوبات والإجراءات الرسميَّة للقبول بزواجه من أجنبيَّة، إلا أنَّه أصر على إتمامه، وقدَّم مهراً نحو 60 ألف ريال، ثمَّ عاد إلى «الشرقية» ليكمل معاملته بين وزارة الداخليَّة والإمارة، وتمَّ عقد زواجه بأوراق سعوديَّة رسميَّة في المحكمة، متحمِّلاً المشقَّة والعناء في سبيل تحقيق الاستقرار والسَّعادة، لتقابله بالجحود والنكران والخيانة مستغلَّة حبَّه لها، وتمادت بالتخلُّص منه وقتله لئلا يُفضح أمرها، وتُكشف خيانتها، لكن مشيئة الله أرادت أن يظهر حق ابني».
الزوجة الخائنة
ويستطرد «أبو جواد» بقوله: «حدثت الجريمة نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أثناء عودة ابني من العمل؛ ليكتشف حقيقة امرأته التي تعرت مفضوحة؛ لتشعره بنهاية أقبح أكذوبة عاشها في حياته، وليتلقَّى صدمة خيانة زوجته «إبتسام» البالغة 30 عاماً، التي كانت على علاقة عاطفيَّة محرَّمة بـ«ب. الدوسري» الذي يبلغ 32 عاماً، وهو زميله في العمل، حيث كانا يعملان في شركة خاصَّة بـ«الثقبة»، وهو متزوج، وكان دائماً يحضر زوجته إلى منزل القتيل؛ كونه صديقاً للضحيَّة، وعندما وجدهما في وضع غير لائق، دفعه الموقف العنيف الصادم إلى ردِّ اعتباره، ولكنَّ صديقه عاجله بمشاركة زوجة ابني بضربة قويَّة على الرأس، وأخرى على كتفه؛ ليلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يكتفيا بقتله، بل تمادى الأمر إلى التخلُّص من جثَّته؛ لتضليل العدالة بلف الجثَّة، ثمَّ إلقائها في صندوق للنفايات بالقرب من المنزل».
وأضاف: «كُشفت الجريمة في الصباح الباكر، عندما عثر عمَّال البلديَّة على جثَّة القتيل، وأبلغوا الجهات الأمنيَّة بالواقعة».
توقَّف «أبو جواد» قليلاً ليبتلع ريقه، ويستكمل روايته قائلاً: «مقتل ابني الأصغر سبب لنا صدمة قويَّة، تأثَّرنا بها كثيراً، لاسيَّما وأنَّه مازال عريساً لم يكمل عامه الأول بعد، وكنَّا نحلم باليوم الذي نحمل فيه أبناءه، وتقر أعيننا به؛ كونه الابن الثَّالث والأصغر ما بين أخ وأخت، إلا أنَّ الموت كان أسرع».
وأضاف: «يبلغ ابني «جواد» 31 عاماً، ويعمل «حارس أمن» SECURITY في إحدى القطاعات الخاصَّة، وعلاقاته الاجتماعيَّة متوازنة، وهو شخصيَّة محببة للجميع؛ بسبب طيب أخلاقه وهدوئه، وبالرُّغم من أنَّ زوجة ابني أبعدت «جواد» عنَّا بعد الزواج كأنَّه مسحور بها، إلا أننا كنا نعاملها كما لو كانت ابنتنا بعطف وحنان؛ كونها غريبة وفقيرة».
وتابع «والد جواد»: «كانت زوجة ابني حاملاً، لكنَّها أجهضت الجنين قبل شهرين عندما ذهبت لأهلها في «جازان»، ثمَّ عادت بصحبة والدها، مدَّعية أنَّ إجهاضها كان بسبب مضاعفات الحمل، وجهد السَّفر، وغيرها من الأكاذيب المثيرة للشَّك».
وتابع: «أطالب الجهات المسؤولة بإنزال أشدِّ العقوبات على من زهق حياة ابني بغير الحق بالقصاص».
تقرير الشرطة
من جانبه أفاد مساعد النَّاطق الإعلاميّ بشرطة منطقة الرياض العقيد «فواز بن جميل الميمان»، أنَّه بناءً على تنسيق سابق حول بلاغ تلقَّاه مركز شرطة «الثقبة» التَّابع لشرطة المنطقة الشرقية بتاريخ 29 ذي القعدة الماضي من أحد الوافدين الآسيويين، يتضمَّن عثوره على حقيبة جلديَّة كبيرة ملقاة في حاوية نفايات بداخلها جثَّة مواطن في العقد الثَّالث من العمر، تمَّ اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات البحثيَّة التي قامت بها شرطة منطقة «الرياض» ممثَّلة في قسم التحريات التَّابع لشرطة محافظة «الخرج»، والتي أسفرت عن تحديد هوية المتهمين بقتله، وهما: زوجته وشخص آخر ساعدها في ارتكاب جريمتها، وأضاف: «تمَّ العثور على مكان اختبائهما، والقبض عليهما بمنطقة «العفجة» التَّابعة لمحافظة «الخرج»، واتخذت الإجراءات اللازمة لتسليمهما للجهة الطَّالبة».
وأوضح مساعد النَّاطق الإعلاميّ لشرطة المنطقة «الشرقية» النقيب «محمد بن شار الشهري»، أنَّ شرطة محافظة «الخُبر» تلقَّت بلاغاً مفاده العثور على جثَّة شخصٍ ملقى في إحدى حاويات النفايات بشوارع المحافظة، وعلى الفور هرعت الجهات المسؤولة إلى مسرح الحادث برفقة الفريق المختص من الأدلة الجنائيَّة والطِّب الشرعيّ، وبإجراء المعاينة الأوليَّة للجثة تبيَّن أنَّها لمواطن ثلاثينيّ، تعرَّض لإصاباتٍ نتيجة الاعتداء عليه، وأضاف «الشهري»: «باشرت الجهات المختصّة إجراءات الاستدلال والضبط الجنائيّ، وقامت فرق التحريات بسرعة البحث والتحرِّي عن الحادث، حيث توافرت معلوماتٌ تفيد بالاشتباه في علاقة زوجة المذكور بالحادث، وهي مقيمة عربيَّة في العقد الثَّالث من العمر».
وبيَّن النقيب «الشهري» أنَّ الجهات المختصَّة تمكَّنت من التوصُّل إلى المشتبه بهما بسرعة، حيث تمَّ القبض عليهما بمحافظة «الخرج» بمنطقة «الرياض»، بالتنسيق مع شرطة محافظة «الخرج» في أقل من ١٢ ساعة، وتمَّ اتخاذ اللازم والتحفُّظ على الجثمان، وماتزال التحقيقات مستمرةً؛ لمعرفة تفاصيل الجريمة.