أثارت فتوى الشيخ محمد شريف قاهر، رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، جدلا واسعا على مواقع التواصل الأجتماعي ما بين متحفّظ ومنتقد وموافق وذلك لما لـ”قدسية” صيام الشهر الفضيل عند الجزائريين من مكانة كبيرة تحول دون تقبّل سريع من الجميع لفتاوى حتى أهل العلم في ذلك.
وقال الشيخ محمّد مكركب، عضو جمعية العلماء لموقع “الشروق” إنّه بعيدا عن تقييم ما ذهب إليه الشيخ محمّد شريف قاهر من جواز إفطار اللاعبين إذا باشروا اللعب فإنّه – أي الشيخ مكركب- يرى حرمة ذلك وأنّه “لا يجوز لهم الإفطار في نهار رمضان من أجل اللعب”، داعيا لاعبي المنتخب الجزائري إلى “الحفاظ على صيامهم ذلك أنّ الله مع الصائمين” كما قال، ولأنّ “من مصلحة أبنائنا أن يصوموا لله إيمانا واحتسابا وفي استطاعتهم أن يلعبوا ويصوموا في نفس الوقت”، مشدّدا على أنّ السفر في سبيل اللعب لا يبيح الإفطار وأنّ ذلك حسبه “الذي نعلمه من الفقه المالكي ومنطق القرآن الكريم الذي حدّد بـ”على سفر” ليس إلى سفر لعب ولكن لعلاج مرض أو جهاد أو علم”.
وفي خصوص ما أثير عن اللعب من أجل البطولات والكؤوس بأنّه نوع من “الميسر والقمار” ما يجعل السفر سفر معصية أكّد بأنّه من دون الدّخول في هذه التفاصيل فتح الباب للإفطار بسبب اللعب سيؤدّي إلى “انتهاك حرمة الشهر . ذلك أنّ كل فريق محترف سيفطر بحجّة المشقّة” في وقت لم يكلّف الله اللاعبين بمشّقة اللعب أصلا حتّى يحتجّوا بها.
فيما أكّد الشيخ مأمون القاسمي عضو المجلس الإسلامي الأعلى أمس أنّه يوافق الشيخ قاهر فيما ذهب إليه مشدّدا “على اللاعبين بأن يبيّتوا نيّة الصيام حتّى إذا شرعوا في اللعب نهار رمضان جاز لهم الفطر” إلا أنّ الأفضلية تبقى حسبه للحفاظ على صيامهم، كما نبّه إلى أنّ من يفتي بهذا لا يتحمّل سوء استعمال كأن يأخذ بها في غير اضطرار، وعند استفساره عما يتناول من أنّ السفر من أجل كأس العالم هو سفر معصية باعتبار اللعبة مبنية حسب المنتقدين على “الميسر والقمار”، قال بأنّ “الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره” وإذا ثبت بعد دراسة عميقة حسبه أنّ كأس العالم مبنية على القمار فلا شكّ في حرمة المشاركة والسفر جميعا كما يقول.