أعلن أسامة سلامة رئيس رابطة تجار السجائر بالغرفة التجارية في مصر أنه تقدم بطلب رسمي إلى الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزراء لتقنين تجارة الحشيش في مصر أسوة بالدول الأخرى.
وبرر سلامة طلبه هذا بقوله أن الحشيش موجود في مصر بشكل غير شرعي ونسبة كبيرة من المواطنين في مصر يدخنونه خاصة بعد ارتفاع أسعار السجائر ولذلك لابد من تقنينه والاستفادة من العائد المالي لتجارته مضيفا أن تقنين تجارته سيوفر ما بين 40 إلى 45 مليار جنيه سنويا.
وقال إن الرابطة تقدمت للحكومة بمقترح علمي واقتصادي لمساعدتها في اتخاذ قرار تقنين الحشيش مؤكدا أن الدولة تُحارب تجارة المخدرات وتضبط 15% فقط، ولا تستفاد من أمواله، والـ 85% الباقية تدخل لمصر عبر التهريب.
جريمة مكتملة
دعوة رئيس رابطة السجائر لاقت تأييدا من البعض ومعارضة من البعض الآخر حيث دافع الدكتور أسامة الغزالي حرب، أستاذ #العلوم السياسية عن الفكرة قائلاً إنه يجب تناولها بموضوعية، لأنها تهدف للصالح العام وليس إباحة تعاطي الحشيش، فيما دعا الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث السابق الحكومة إلى التعامل بجدية ومنتهى الحزم، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد رئيس رابطة تجار السجائر.
وقال لـ “العربية نت” إن هذه الفكرة هي جريمة مكتملة الأركان ودعوة هدامة تهدف لنشر الجريمة في المجتمع فمدمن الحشيش ومتعاطيه يكون غير متزن نفسيا أو عقليا وفاقدا للإرادة وبالتالي يسهل ارتكابه للجرائم وإشاعة الفوضى في المجتمع مطالبا بعدم التعامل مع أصحاب هذه الدعوات إعلاميا وإلا فإنه من الممكن بعد ذلك استضافة شخص آخر يدعو لتقنين الزنا وتسهيل الدعارة.
وأضاف قائلا لا أدري من أين جاء صاحب الدعوة بهذه الأرقام الوهمية غير الواقعية وهذا في رأيي إهانة للشعب المصري، لأنه بدعوته تلك يروج لنشر الفساد والانحلال وتدمير صحة #المصريين والخراب الاجتماعي، وكل هذا يستدعي مساءلته قانونيا وجنائيا وفي أسرع وقت حماية للمجتمع المصري وللشباب من مثل هذه الدعوات المدمرة مطالبا وزارة #الصحة بسرعة تقديم بلاغ للنائب العام لضبط واعتقال ومحاكمة صاحب الدعوة.
الناشط السياسي سيف نور العزازي تقدم ببلاغ صباح اليوم الأربعاء إلى النائب العام المستشار هشام بركات، ضد رئيس رابطة تجار السجائر يتهمه فيه بالتحريض على الاتجار في المخدرات، من خلال مطالبته بتقنين تجارة الحشيش في مصر، وهو ما يعد جريمة في حق القانون وفي حق وزارة الداخلية وفي حق الشعب والحكومة والدولة، مطالبا بالقبض عليه وتقديمه للعدالة.
وأضاف أن البلاغ حمل رقم 7857 لسنة 2015 عرائض النائب العام، وقال فيه إن رئيس الرابطة يريد تقنين الحشيش المخدر في الأسواق المصرية مدعيا على المصريين أن أكثرهم يتعاطى المخدرات ذاكرا أرقاما ومعدلات لا صحة لها من الحقيقة، مشيرا إلى أن #صاحب الدعوة طالب رئيس الوزراء بذلك، كما اعترف على شاشات التليفزيون بأنه يتعاطى المخدرات مفتخرا بذلك، وهو ما يعد جريمة معلنة ومجرمة قانونا.
وطالب مقدم البلاغ بفتح تحقيق قضائي عاجل، وضبط وإحضار سلامة، للتحقيق معه بتهمة التحريض على الاتجار في #المخدرات والتحريض علي إدمانها، وإلزام وزير الداخلية بصفته وشخصه بسرعة القبض عليه، وتقديمه للعدالة.
المؤبد والإعدام
مصدر أمني مسؤول أكد لـ”العربية.نت” أن القانون المصري يجرم حيازة وتعاطي والاتجار في المخدرات بكافة أنواعها ومنها #الحشيش مضيفا أن السائقين الذين يتم إجراء تحاليل فجائية عليهم أثناء قياداتهم على الطرق لو ثبت وجود آثار للمخدرات في البول لديهم يتم معاقبتهم بالسجن طبقا للمادة 17 من قانون العقوبات، وتكون #العقوبة هي الحبس لمدة سنة وغرامة تصل لـ10 آلاف جنيه، هذا في حالة وجود آثار للمخدرات في البول، أما في حالة الحيازة بقصد التعاطي فهي جناية يعاقب فيها المتهم بالسجن من 6 شهور الى 6 سنوات أما في حالة الحيازة بقصد الاتجار فتصل العقوبة الى السجن المؤبد والإعدام.
ويضيف أن بعض الدول #الأوروبية تقنن بالفعل تجارة الحشيش وتسمح بالتعاطي مثل هولندا وفنزويلا والإكوادور وإسبانيا والبرتغال وهولندا ودول أوروبية أخرى تسمح أيضا بحيازة كميات صغيرة للاستهلاك الشخصي بالإضافة إلى بعض الولايات الأميركية مثل فلوريدا وكذلك المكسيك التي شهدت تحركات مؤخرا تهدف لإلغاء #تجريم حيازة كميات صغيرة من الحشيش للاستهلاك الشخصي مؤكدا أن هذه الدول بدأت تتراجع وتفكر جديا الأن في التجريم خاصة أن السماح بالتعاطي مكن كبار تجار المخدرات من تحقيق ثروات خيالية وادي ذلك إلى ارتفاع معدلات العنف والجريمة في مدن العالم الرئيسية.
ويضيف أن بعض المحال التجارية والمطاعم الكبرى في العالم بدأت في إجراء اختبارات وكشف للمخدرات على موظفيها وعمالها لأن تعاطي المخدرات ينتج عنه هلاوس سمعية وبصرية تخل بالمسافة والزمن وتضع المتعاطي في حالة عدم اتزان وتفقده التركيز وبالتالي من الممكن أن يرتكب جريمة دون أن يدري لأنه فاقد للشعور العام وهو ما يعني تعرض العملاء والزبائن للخطر.
ويطالب المصدر الأمني المسؤول بسرعة ضبط صاحب الدعوة واعتقاله ومحاكمته بل ومعاقبته على اعترافه علنا بتعاطيه لمخدر الحشيش.
يذكر أن الحشيش هو مخدر يستخرج من نبات القنب الهندي يسمى علميا (CANNABIS SATIVA ) وهو نبات بري عشبي خشن الملمس وتستخدم أليافه في صنع الحبال المتينة، أما الأوراق المزهرة فتستخدم في أحداث الحالة المزاجية الخاصة المعروفة “بالكيف” لأنها عبارة عن مادة راتنجية تفرزها زهور أنثى النبات، ويسبب استعمالها نوعا من النشوة الوهمية ونظراً لانتشاره في العالم فقد عرف بعدة أسماء يبلغ عددها أكثر من 350 اسما فعلى سبيل المثال يسمى “البانجو” في السودان و”التكروري”، في تونس “الحقبك” في تركيا و”الحشيش” في مصر وسوريا ولبنان و”بهانج أو جرس أو كانجا في الهند والماريجوانا في أميركا وأوروبا والجريفا في المكسيك.