تقدم أهالي محافظة أسوان جنوب مصر ببلاغات عاجلة للتحقيق مع المسؤولين بمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي والمحافظ، حيث قاموا بتحويل مجرى مخلفات الصرف الصحي بمصرف كيما بمنطقة “أبو الريش قبلي” إلى مياه النيل لإخفاء الروائح الكريهة، التي تصدر من المصرف خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحافظة وحضور مؤتمر الشباب .
وحرر الأهالي محضراً بقسم أسوان يتهمون فيه رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، ورئيس الإدارة المركزية لري أسوان، ومدير هندسة الري، ومدير حماية النيل بالمنطقة الجنوبية، لتسببهم في كارثة بيئية تتمثل في وضع مواسير طويلة تمر عبرها كميات مياه الصرف الصحي والتي تصل لـ120 ألف متر مكعب يومياً إلى داخل نهر النيل بأسوان.
النيابة تحقق
ورداً على ذلك قررت النيابة العامة، تشكيل لجنة ثلاثية من جهاز شؤون البيئة لمعاينة موقع مصرف كيما وبيان حجم المخالفة وطبيعتها والمتسبب فيها من الجهات التنفيذية واستدعائهم لمواجهتهم بالمخالفات.
وفي هذا السياق، قال النائب بمجلس النواب عن الدائرة شرعي محمد صالح لـ”العربية.نت” إنه تقدم بطلب إحاطة عاجل للدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب ضد وزير التنمية المحلية حول الواقعة، مطالباً بمحاسبته ومحاسبة محافظ أسوان على هذه الكارثة البيئية التي قد تتسبب في إصابة المصريين بأمراض شتى جراء تلوث مياه الشرب .
وقال:” يجب محاسبة المسؤولين بالمحافظة على هذه الكارثة، التي تستمر منذ سنوات طويلة، مؤكداً أنهم يقومون بإلقاء مياه الصرف في النيل، مما يؤدي لانبعاث رائحة كريهة يشعر بها كل زوار المحافظة، فضلا عن تلوث مياه النيل.”
وأضاف “أن المنطقة أصبحت مصرفاً لمخلفات المستشفيات والمصانع المجاورة، وارتكب المسؤولون هذه الجريمة خشية أن تنبعث الرائحة خلال مرور الرئيس عبدالفتاح السيسي فيحيلهم للتحقيق”. وقال: “إن الحل هو الاستفادة من هذه المياه لزراعة غابة شجرية بوادي العلاقي ومنع إلقائها في النيل مرة أخرى.
المحافظة ترد على الاتهامات
وفي مقابل تلك الاتهامات، اتصلت “العربية.نت” باللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، فقال إن المحافظة أصدرت بياناً رسمياً ردت فيه على تلك الاتهامات. وأكد أن الإجراءات التي تم اتخاذها تهدف للقضاء نهائيًا على أكبر بؤرة تلوث بمدخل مدينة أسوان الشمالي.
كما أشار بيان صادر عن المحافظة إلى أن الحل الذي توصلت إليه لجنة متخصصة وفنية برئاسة المحافظ وضمت جميع المسؤولين في الجهات المعنية من الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي والري والبيئة بجانب شركة كيما علاوة على المتخصصين بجامعة أسوان، تمثل في حل علمي، وهو إلقاء أكسيد الكالسيوم بنسب محددة في مخر السيل للتفاعل مع البكتيريا الضارة وتقليل آثارها، بينما تمثل الحل الهندسي لمنع أو تقليل الرائحة الكريهة بصرف المياه من خلال المواسير البلاستيكية التي تمنع أي ترسبات داخلها نظراً لنعومة سطحها الداخلي وبالتالي منع تراكم المخلفات مرة أخرى على الحجارة الموجودة بأرضية المصب والتي تسبب رائحة كريهة.
وأضاف أن هذه النوعية من المواسير تساعد على سرعة تدفق المياه، مما يساهم في قتل البكتيريا بشكل أسرع وخاصة بعد ضبط مناسيب وميول المواسير لتقليل ومنع مرور المخلفات الصلبة وحجبها ثم تطهيرها ورفعها بصفة دورية تجنباً لوصولها إلى نهر النيل.
وأكد محافظ أسوان خلال البيان أنه على استعداد للتواصل مع كافة وسائل الإعلام والمنابر الأهلية لشرح ما تم من إجراءات، خاصة أنه يجري حاليا تطهير الجزء الذي تمت تغطيته من مصرف السيل بتكلفة مليون جنيه بعد إنهاء إجراءات البت المالي..
كما قال إن هذه الأعمال التي تمت مؤخرًا كان الهدف منها تقليل الآثار السيئة الناتجة من مياه الصرف الصحي والتي كانت ستستغرق شهرا في الظروف العادية، ولكن تم استثمار الزيارات الهامة للمحافظة مع بداية الموسم السياحي في شحن الهمم وطاقات العاملين والمهندسين والذين نجحوا بالفعل في إنهاء الحل الهندسي في غضون ثلاثة أيام فقط، حيث تم إرسال تقرير مفصل ومدعم بالصور للجهات الرقابية بشأن ما تم تنفيذه من إجراءات والعائد الإيجابي على المواطنين من ذلك.