قبل يوم من زيارة تاريخية يبدأها الاثنين إلى كوبا وتستمر يومين، رد الرئيس الأميركي باراك أوباما على اتصال عبر الهاتف أجراه معه ممثل من هافانا، وجرى حديث طريف وفكاهي بالإسبانية بين أشهر رئيس وأشهر ممثل كوميدي كوبي، وظهر في فيديو بثه البيت الأبيض في موقعه الرسمي، ومنذ السبت شاهده فيه أكثر من 300 ألف، ومعهم مليون تقريبا في “يوتيوب” بلغات مختلفة.
كوبا التي عاش دكتاتورها فيدل كاسترو في قلق طوال 50 سنة من قيام الجار الأميركي بغزوها لتغيير نظامها الشيوعي، غزاها أوباما بفيديو مدته 3 دقائق و30 ثانية مع ممثلها الكوميدي الأشهر لويس سيلفا، المعروف بشخصية Pánfilo أو “الأبله” الساذج في برنامج تلفزيوني أسبوعي بكوبا، ويشهد من سكانها البالغين 12 مليونا إقبالا كبيرا، إلى درجة أن أوباما اعتمده ليتواصل مع الكوبيين عشية ثاني زيارة لرئيس أميركي بالتاريخ إلى كوبا أثناء ولايته، بعد أولى تمت قبل 89 سنة.
تلك الزيارة الأولى، قام بها الرئيس كالفين كوليدج، الراحل في 1933 بعمر 61 عاما، فقد كانت تربطه صداقة بالرئيس الكوبي ذلك الوقت، خيراردو ماتشادو، دفعته ليزور معه في 1927 سفارة كوبا بواشنطن، ثم زار كوليدج هافانا في 19 يناير 1928 ومعه زوجته، وكانت فرحة كبيرة لكوبيين لم يروا بحياتهم رئيسا أميركيا غيره، إلا حين زارهم في 2011 جيمي كارتر، لكن بعد سنوات من انتهاء ولايته.
وسأعطيك سريري لتنام عليه أنت وزوجتك ميشيل
وشخصية “بانفيلو” اخترعها الكوميدي الكوبي في 2008 ويقوم بها منذ ذلك العام في برنامج أسبوعي يظهر فيه كرجل مسن بعض الشيء وساذج بريء النوايا، يصدق كل ما يقولونه له، فيبدو دوره شبيها بعض الأحيان بدور المصري الراحل في 1972 إسماعيل ياسين، في أفلامه الكوميدية بخمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وليس معروفا إذا كان التلفزيون الكوبي سيبث الفيديو الذي أنتجته السفارة الأميركية في هافانا، كجزء من برنامج خاص أعده عن الزيارة مساء اليوم الأحد، على حد ما ذكرت وسائل اعلام كوبية أطلعت “العربية.نت” على بعضها، وهو فيديو أصدره البيت الأبيض كتسجيل يمزح فيه أوباما مع “بانفيلو” الذي نراه يتصل عبر الهاتف، عشوائيا وكيفما كان ليعرف من البيت الرئاسي الأميركي حالة الطقس قبل مباراة رياضية، إلا أن فرائصه ترتعد حين يخبره من رد على الاتصال بأنه يحدثه من البيت الأبيض الحقيقي، وأنه أوباما نفسه، فيخبره “بانفيلو” بعد أن اعتدلت أعصابه، بأنه الكوميدي الحقيقي، فيحاوره أوباما بإسبانية ركيكة، يبدو أنهم دربوه على لفظ عباراتها سلفا.
ينصحه الكوميدي المولود في 1978 بهافانا، أي “بانفيلو” في الاتصال الهاتفي، بعدم حمل حقائب ثقيلة معه أثناء زيارته “حتى لا تتعطل في المطار (..) ومستعد أن أنتظرك هناك لأنقلك منه إذا احتجت” فيخبره أوباما بأنه سيلتقى بالرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وبأن “الشعب الكوبي صديق للشعب الأميركي” ويرد “بانفيلو” ويدعوه ببساطته إلى “الإقامة عندي إذا احتجت، فنحن مضيافون (..) وسأعطيك أنت وزوجتك ميشيل سريري لتناما عليه” وينهي أوباما الحديث الواضحة غايته بالتواصل شعبيا مع الكوبيين، بقوله: “سأراك في هافانا” وقد يكون الممثل لويس سيلفا بين مستقبليه في المطار.