تحولت أغلب شوارع المدن العراقية الرئيسية منها والفرعية إلى ملاعب لكرة القدم بعد أن قطع عنها سير المركبات واقتصرت الحركة على المواطنين المتوجهين إلى مراكز الانتخاب أو العائدين منها؛ ما فسح المجال أمام الأطفال والصبية لممارسة لعبتهم المفضلة في الطرقات وتشكيل فرق شعبية لكرة القدم، ربما لا يدوم عمر أي فريق منها سوى مساء يوم حظر التجوال، والذي أعلن كتحوط أمني رافق الانتخابات البرلمانية.
“عبدالله حازم” طفل في العاشرة من عمره قال: “بالنسبة لنا هذه فرصة لا تعوّض، لأنه بسبب الأوضاع الأمنية فإن أهلنا لا يسمحون لنا بالذهاب إلى أماكن بعيدة عن منازلنا خوفاً علينا من الهجمات بالسيارات المفخخة أو العبوات الناسفة؛ إضافة إلى فرصة الثأر من فريق الشارع المجاور بعد أن هزمنا بستة أهداف في مباراة سابقة”.
أما الطفل “وليد جاسم” ذو السبع سنوات فيتمنى لو يتكرر حظر التجوال في كل أسبوع، ليتسنى له ولأصدقائه التدريب بحرية واللعب بلا خوف.
وتعقب أمّه على كلامه قائلة: “تفتقر أغلب المناطق خصوصاً الشعبية منها إلى ساحات نظامية أو ملاعب ما يضطر الأطفال إلى استثمار الفرصة واللعب في الشوارع، بصرف النظر عما يشكله ذلك من خطورة على أجسادهم والكارثة حين يصاب أحدهم وليس من سيارة تقله إلى المستشفى”.
الكابتن “كريم نافع” مدرب شباب نادي الشرطة العراقي يقول “في هذه المناسبات وبعد أن يأمن الناس شر العجلات المفخخة، تنتشر الفرق الكروية ولا تقتصر على الأطفال أو الأولاد الأكبر منهم، بل تجد في الشارع الواحد أكثر من مباراة سواء للشباب أو لكبار السن أيضاً، وسط تشجيع الجمهور والذي يكون عادة من الأهل والجيران”.
وأضاف: “لم يبق أمام الجميع سوى لعبة كرة القدم التي أصبحت المتنفس الوحيد خصوصاً مع وفرة القنوات الرياضية التي تنقل المنافسات العالمية، حتى بات كل طفل يحلم أن يكون ميسي أو رونالدينهو أو يونس محمود”.
بعض الكتاب الساخرين يقارن بين الانتخابات باعتبارها ممارسة سياسية يقصد منها اللاعبون الأساسيون تسجيل أكبر عدد من الأصوات ليمكنهم من الفوز، وبين ممارسة رياضية أبطالها الأطفال وكل مطالب فوزهم البريء في لعب نظيف مع الخصوم، وهو ما لا تعترف به أغلب القوائم المشاركة في الانتخابات .