أثارت الحلقة التي قدمها أحمد الشقيري في برنامج خواطر 10 “إلا المجاهرين”، ردود فعل كبيرة وواسعة، واتهم نشطاء في مجال الحريات الشقيري بتزييف التاريخ وتفسير الحوادث الطبيعية كالبركان والزلزال بأنها نوع من العقاب الإلهي، إلى جانب قيامه بنشر الكراهية تجاه الأفراد والتعالي على الشعوب الأخرى.
وتحدث أحمد الشقيري في الحلقة عن بركان في بومباي باعتباره عقابا لأن المدينة كانت غارقة بالذنوب والمعاصي، إلى جانب استعراضه مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية على أنها أكبر محتضن للشواذ جنسيا.
وحسبما أوردت صحيفة الإقتصادية السعودية بمجرد انتهاء الحلقة بدأ نشطاء في مجال الحريات والحقوق والتاريخ بمهاجمة الحلقة واتهام مقدمها بتزييف التاريخ وتفسير الحوادث الطبيعية كالبركان والزلزال بأنها عقاب إلهي، إلى جانب قيامه بنشر الكراهية تجاه الأفراد والتعالي على الشعوب الأخرى، وهو ما جعل إحدى المنظمات تدعو لمظاهرة يوم 30 أيلول (سبتمبر) في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا – المدينة التي صور فيها الشقيري حلقته – لمنعه من دخول أمريكا والدول الأوروبية التي تهتم بحقوق الأفراد وحرياتهم.
واستعرض الناشطون الذين تابعوا الحلقة على وسائل الإعلام الاجتماعي التاريخ الحقيقي، وكيف أن روما كانت وكرا للدعارة أكثر من بومباي، ولو كان البركان عقابا من الله كان من الأولى أن يصيب روما وقتها، فالتاريخ يقول إن سكان بومباي وقتها كانوا ستة آلاف نسمة، ويمارسون الدعارة بالإجبار بأوامر من الإمبراطورية الرومانية وليس تلبية لأهوائهم.
وفسروا له أن بومباي لم تكن مركز الدعارة الأكبر في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، بل كانت روما هي المركز الأساسي، إلى أن الحمم البركانية كانت السبب بالاحتفاظ بكل الصور والتماثيل من 2000 سنة، ولم تتآكل كما حدث في روما، ولو كان الأمر عقابا من الله لأصاب روما لأنها هي العقل المدبر والآمر في تلك الممارسات اللا أخلاقية.
وقال مطلعون إنه على رغم أن دستور أمريكا يكفل حرية الرأي والتعبير لوسائل الإعلام، كما يكفل حرية الأفراد إلا أن المنع من دخول البلاد بناء على نشر خطاب العنصرية والكراهية قد يصدر وفق قوانين الدول الأوروبية وكندا.
وأجبرت ردود الفعل المستنكرة للأفراد ومراسلاتهم المنظمات الحقوقية أحمد الشقيري على تقديم حلقة “خاصة” لتوضيح اللبس الذي حدث في حلقته الأولى، بل تقديم الاعتذار عن أي سوء فهم قبيل 30 أيلول (سبتمبر)، وهو اليوم الذي حدده المعترضون للتجمع والتظاهر اعتراضا على الحلقة.
وبدأ الشقيري حلقته بأنه لم يقصد تفسير البركان الذي أصاب بومباي بأنه عقاب من الله، قائلا: “بأنه لا يجوز التأله على الله وتفسير الحوادث الكونية وفق ذنوب العباد ومعاصيهم، وأن تلك الأمور علمها عند الله وأن ربط العقاب الإلهي بالحوادث الكونية لا يجوز إلا فيما ذكر في القرآن فقط”.
ونفى أي تعالٍ في حلقته تجاه الشعوب أو الأفراد، إذ قال: “إنه لم يحكم على الشواذ بأنهم في النار، فنحن نحكم على الفعل وليس على الأفراد ولا أحد يعرف من سيدخل الجنة أو النار، وكيف سيكون ختام كل فرد”، مقدما اعتذاره إذا كان فهم من حلقته أنه يروج لكراهية أي شعب أو فرد.
وأنكر الاتهام الذي وجه إليه بأن هذا الموسم جامل المنتقدين له، وحاول استعراض سلبيات الغرب وتناسى انتقاد الحكومات العربية، بقوله: “إن البرنامج من تسعة مواسم وهو ينتقد الحكومات العربية وفسادها، وجاء هذا الموسم ليس لانتقاد الغرب، بل لإظهار بعض من حياتهم الأخرى تختلف عما أظهره البرنامج في مواسمه السابقة”، مؤكدا أنه إذا جاء اليوم الذي يخضع “خواطر” لتأثر أحد فمن الأفضل أن يوقفه، متمنيا في ختام الحلقة أن نلجأ للنقاش في اختلافاتنا وليس الشتم والسب كما حدث معه، منوها بأنه يتمنى أن يكون الوطن العربي “رقم واحد” على مستوى الحكومات والمجتمع والفرد.