خلصت دراسة أميركية حديثة إلى أن الناس يميلون للتصويت للمرشح السياسي الأنحف، وأن السياسيين ذوي الوزن الطبيعي هم الأكثر قابلية لتحقيق النجاحات في المنافسة الانتخابية مقارنة بنظرائهم ممن يمتلكون وزناً زائداً أو يعانون من البدانة.
وأكدت “باتريشيا روهلينغ” مؤلفة الدراسة، في الإصدار الصحافي للدراسة، أنه كلما زاد الفارق في الوزن بين المرشحين، كلما حصد المرشح الأكثر بدانة أصواتاً أقل، وزادت نسبة التصويت للمرشح الأنحف، كما اعتبرت أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تجد رابطاً بين الوزن والعملية الانتخابية.
واستخدم الباحثون في دراستهم قوانين إحصائية معيّنة مكنتهم من عزل العوامل الأخرى وتحديد تأثير الوزن وحده على نسبة الأصوات التي يحصد عليها المرشح، بحيث إنهم أخذوا بعين الاعتبار العمر والجنس والسمعة والعمل وغيرها من العوامل، وحيّدوها بعد إجراء حسابات معينة.
واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة Equality, Diversity and Inclusion على قاعدة بيانات لأكثر من 120 عملية انتخابية جرت بين عامي 2008 و2012 تخص مجلس الشيوخ الأميركي، ودرسوا 158 مرشحاً و32 مرشحة تفاوتت أوزانهم من النحيفة حتى البدينة.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص البدناء -الذين يعانون من زيادة وزن كبيرة- أقل مشاركة في المنافسة الانتخابية، إذ إن نسبتهم بين المرشحين تكون أقل بكثير من نسبتهم في المجتمع، وأما بالنسبة للنساء البدينات فيكاد يكون وجودهن معدوماً تماماً بين المرشحات في المنافسات الانتخابية، وهو ما أطلق عليه الباحثون مصطلح “الاصطفاء الذاتي”، في دلالة على أن البدناء يتجنبون خوض انتخابات ستجلب لهم الفشل.
واعتبر الباحثون أن نتائج دراستهم تثبت أنه وحتى في أكثر دول العالم ديمقراطية فإن هناك نسبة كبيرة من المجتمع ستكون خارج أي معركة انتخابية، فإذا كانت البدانة في الولايات المتحدة تنتشر بين ثلث المواطنين تقريباً، فإن هذا يعني أن ثلث المواطنين الأميركيين هم خارج المنافسة الانتخابية تماماً، حتى قبل بدئها.