أثارت تصريحات داعية إسلامي حول التعدد جدلا واسعا في موريتانيا بين رافض ومؤيد، ودعا أحد أهم مشايخ موريتانيا المرأة الموريتانية إلى القبول الفوري بتعدد الزوجات معتبرا أن قبول التعدد يمثل حلا لمشاكل كثيرة من بينها الطلاق والعنوسة.
وبدأ عدد من الأئمة ومشايخ القبائل منذ فترة حملة لتخفيض المهور وحث النساء على قبول التعدد والتنازل عن شرط “لا سابقة ولا لاحقة”، التي تتمسك به الموريتانيات، غير أن هذه الحملة لم تحقق نتائجها بعد، فيما اعتبرها الحقوقيون ناقصة لأن تشجيع على الزواج يجب أن يعالج مشكل “كفاءة النسب” الذي يعاني منه الشباب في موريتانيا، ويتغاظى عن مناقشته الشيوخ والدعاة.
وتشترط أغلب الموريتانيات “لا سابقة ولا لاحقة وإلا فأمرها بيدها” في عقد الزواج خوفا من الضرة، ويمنح الأئمة المرأة التي يخل زوجها بهذا الشرط الحق في الحصول على الطلاق فورا.
ودعا الشيخ حمدا ولد التاه المرأة الموريتانية إلى القبول الفوري بتعدد الزوجات، موضحا أن التعدد يمثل حلا مقبولا لظاهرة الطلاق في المجتمع الموريتاني، إذا ما تمت مقارنته بالأضرار الناجمة عن خطر العنوسة الذي بدأ ينتشر في المجتمع.
وأثارت دعوة الشيخ حمدا جدلا واسعا في المجالس وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت ردود الأفعال بين مرحب ورافض ومستنكر للدعوة، وقال أحد المدونين إنه يساند الشيخ حمدا ولد التاه في دعوته، ويعلن استعداده التام للزواج بأربع نساء دفعة واحدة للحد من ظاهرة العنوسة المنتشرة.
وطالب مدون آخر “كل المتحمسين لتعدد الزوجات بمساعدة الشباب على تأمين أساسيات الحياة لأسرة بها زوجة واحدة وأب وأربعة أطفال، قبل الدعوة إلى أسر تتكون من ثلاث أو أربعة أمهات واثنى عشر طفلا وأب معيل مسكين ضائع وحيد.. والنهاية المحتومة هي خراب الزيجات كلها وضياع الأطفال ولاحقا المجتمع ككل”.
لكن دعت مجموعات شبابية الجميع لتبنى الفكرة وتأييدها وتطبيقها على أرض الواقع، ورفعوا شعار “عاش التعدد.. التعدد هو الحل”، وعبّرت بعض المدونات عن معارضتهن الشديدة لدعوة الشيخ حمدا واعتبرن أن واقع الشعب الموريتاني وغلاء المعيشة لا يتناسبان مع الفكرة.
وأشار مدون آخر إلى أن وقت إصدار فتوى الشيخ حول التعدد غير موفق، فالعيد على الأبواب والواجب الاجتماعي يثقل كاهل الأسر.