كيم يونغ- أون، دكتاتور كوريا الشمالية، المعروف بحبه للقنابل النووية والباليستيات من الصواريخ، كما وبشعره وجسمه المتطبّل من كثرة ما يحشوه بأطعمة مستوردة من الألذ، خصوصا الكافيار، أمر بحملة لتشجيع الكوريين الجائعين على أكل المزيد من لحم الكلاب، والتشجيع مستند إلى أن شيئاً لا يحدث في كوريا الشمالية، إلا بأمر حاكمها المطلق منذ كان عمره 27 حين ورث الحكم في 2011 عن أبيه الراحل ذلك العام.
منصات حملة الترويج لأكل لحم الكلب، هي وسائل إعلام محلية، تزعم للكوريين الشماليين أن فيه فيتامينات أكثر مما بالدجاجة والبطة والبقرة والخنزير، وبأنه “صحي ومفيد للأمعاء والمعدة”، وفق ما ذكرته صحيفة كورية جنوبية عن قناة في الجارة الشمالية، اسمها DPRK Today وهي “يوتيوبية” تطل على مشاهديها بخمس لغات، منها الإنجليزية والإسبانية.
استندت DPRK في تقريرها عن فوائد لحم الكلب، إلى نص طبي، زعمت أنه وارد زمن “مملكة جوسون” التي امتد حكمها من 1392 إلى 1910 في كوريا، حين كانت موحدة، واستخدمته لتمطر مشاهديها الكوريين الشماليين بنصائح غريبة النوع أطلقتها في “يوتيوب”، ومنها أن على الواحد منهم “ضرب الكلب حتى الموت، ثم سلخه قبل طهيه، لإعداد طبق شهي ولذيذ، يزيد من القدرات”، وهو طبق معروف باسم Dangogi في كوريا الشمالية، ومعناه اللحم اللذيذ، باستثناء الكلاب البوليسية، لأنها للاستخدام الأمني فقط، أو لنهش المحكومين بالإعدام.
خبر الحملة، الوارد الاثنين بعنوان NK promotes dog meat في موقع صحيفة The Korea Times الصادرة بالإنجليزية في الجارة، كوريا الجنوبية، يذكر أنها بدأت في يونيو الماضي، بكتابة وإنتاج أخبار وتحقيقات مكثفة ومركزة في وسائل الإعلام المحلية، عن فوائد لحم الكلب وطريقة إعداده، لتشجيع الكوريين الشماليين عليه، بحيث يسيل لعابهم لطعام رخيص ولذيذ ومفيد.
ثم يأتي من يشتريها ويقتلها ويأكلها
ومن التقارير، واحد بثته محطة Tongil Voice الإذاعية في 6 أغسطس الجاري، يصف الشريحة الكلبية بأنها “أفضل دواء، خصوصا في هذه الأيام الحارة”. كما أجرت شبكة KCBS الإذاعية، مسابقات بتحضير لحم الكلب “لإبراز تقاليدنا وعاداتنا الممتازة”، على حد ما نقلت “كوريا تايمز” المضيفة بخبرها، أن الحملة أثارت غضب الناشطين دفاعاً عن حقوق الحيوان بكوريا الجنوبية، حيث كان لحم الكلاب من أطباقها المحلية، إلى أن تخلى عنه معظم سكانها.
وأكل الكلب عادة جارية منذ زمن طويل في بعض مقاطعات الصين، الجارة الحدودية لكوريا الشمالية، ففيها يجري ما يسمونه “مهرجان يولين” السنوي، بمدينة Yulin في الجنوب الشرقي الصيني، ويذبحون فيه كلاباً بالآلاف لأكل لحومها بطرق متنوعة، وهو مهرجان مقزز للمشاعر، مثير للغضب الدولي كل عام، حيث يوقع الملايين على عرائض لإيقافه، وبعضهم يحضره، فقط لشراء كلاب وإنقاذها من الموت ذبحاً أو ضرباً في 10 أيام يستمر “يولين” خلالها، وفيها يعرض الباعة الكلاب حية في أقفاص أو جاهزة، ثم يأتي من يشتريها ويقتلها ويأكلها مطبوخة أو مشوية، بل نيئة أيضا في بعض المناطق.