بدأت القصة في 14 رمضان الماضي عندما ذهبت أم علاء وابنها علاء وبنتها سميرة وزوجها إلى السوق لبيع خاتم ذهبي وذلك لنفاد المال لديهم، ولشراء احتياجات البيت.
سردت أم علاء القصة لـ”العربية.نت” قائلة: “كنا قد خرجنا من المنزل لبيع خاتم ذهبي كنت أحتفظ به هدية من زوجي، ولضيق حالتنا المادية، قررنا بيعه لشراء الطعام وكانت ابنتي سميرة معنا.
وكانت تضع الخمار الشرعي، ولكن كان جزءا من وجهها ظاهراً فاعترضنا داعشي من “الحسبة” وهو روسي الجنسية، فصاح بنا أن تغطي وجهها، فقال له زوجي إنه والدها وإنه محرم معها وأخوها أيضا وأمها، ولا داعي للصراخ والصياح، وكان لا يعرف سوى اللغة العربية الفصحى وكذلك الروسية “.
فسحب الفتاة من يدها يريد معاقبتها وسجنها، تقول أم علاء فرفضنا أنا ووالدها وأخوها ذلك، وتطور الأمر إلى أن أصبح أشبه بالعراك.
والبنت التي لا يتجاوز عمرها 15 عاما كانت في حالة ذعر شديد، لكن #الداعشي #الروسي أصر على #سجنها وهي تريد إفلات يدها منه إلى أن ضربته للخلاص منه.
وفي تلك اللحظة تحول الأمر من موضوع تطبيق للبس #الخمار إلى موضوع ضرب شخص يعمل “بالحسبة “.
الزواج بداعشي مقابل الإفراج عنها
وتابعت المتحدثة قائلة: اشتكى علينا، فأمروا بسجن الفتاة ووالدها، وعقب مرور يومين على سجنهما ذهبت إلى #قاض #داعشي وقد أدخلوني إليه معصوبة العينين لكيلا يعرف أحد مكانه، وعند وصولي إليه بكيت وطلبت منه أن يفرج عن زوجي وابنتي.
ولكن هنا كانت الصدمة، إذ إنه قرر الإفراج عن زوجي وترك البنت وحدها لأنها هي التي ضربت الداعشي. واشترط مقابل الإفراج عنها #زواجها من الداعشي الروسي.
وتسرد لـ”العربية.نت” أنها وقعت أرضا وأغمي عليها من الصدمة، وتم إيقاظها برش الماء عليها من قبل نساء #داعشيات كن هناك.
وبعد استرجاعها قواها رجعت لقاضي داعش مترجية إياه إخلاء سبيلها قائلة إنها مريضة والبنت مصابة بمرض الصرع المزمن، كما أنها صغيرة على الزواج، لكنه رفض ذلك بحجة أن صاحب الشكوى لم يتنازل وأنه أتى ليطبق العدالة.
خياران أحلاهما مر
عندها تدخل داعشي آخر شهد الواقعة مقترحا حلاً مُرضياً، قال إنه سيرضي جميع الأطراف، فذهبت إليه راكضة لتقبل يديه من أجل خلاص ابنتها، قبل أن تفاجأ بالحل الذي نزل كالصاعقة والذي ارتضاه، وكذلك وافق عليه قاضي داعش، وأيضا الداعشي الروسي، وكان الحل “استبدال الفتاة بأخيها الشاب ويكون مسجوناً بدلا عنها “.
تقول أم علاء وهي تبكي رجعت للبيت بخفي حنين وقد أفرج عن زوجي وبقيت البنت، وتدهورت حالتها على حد قول أبيها، وعندما سمعت بخروج الأب وبقائها بدأت أصرخ كالمجنونة .
واسترسلت تروي تفاصيل القصة بعد بكاء طويل، تقول: عدت للبيت وكان أخو الفتاة علاء بالانتظار، وعندما رآني وأبوه صرخ بصوت عالٍ أين “سميرة”؟ بعد سماعه التفاصيل أسرع دون تردد ليذهب معهم ويخلص أخته من سجنهم المشؤوم.
مصير مجهول
ذهبت الأم مع ابنها مرة أخرى منصاعين أمام الأمر الواقع باستبدال البنت سميرة بأخيها. وهنا كانت الصدمة الأخرى تقول أم علاء، فقد قرروا أن يكون عنصراً منتمياً لهم، فرفضنا ذلك أنا وابني.
وبررت ذلك بأنه مسجون بدل أخته، لذا يفترض أن يقضي فترة سجنه ويخرج، ولكنهم رفضوا وقالوا “هل سنطعمه ونشربه بدون عمل، يجب أن يعمل، فأخذوه وطلبوا منه أن يغسل الصحون لهم ويطبخ لهم الأكل لمدة شهرين.
وبعد انقضاء الشهرين خرج وهرب إلى خارج منطقة سيطرتهم، ولا أعلم أين ذهب، هل قتل أم عاودوا سجنه مرة، أم مات، أم هو على قيد الحياة، لا أعلم عنه شيئا، تختم الأم قصتها.
لا حول ولا قوة الا بالله