أطل الرئيس التنفيذي لموقع “تويتر” من خندق التغريدات أمس الخميس، وكتب واحدة من 21 كلمة، سددها كما القذيفة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، فاصطاده بما سبب له الحرج المشهود من 258 ألف متابع لحسابه التويتري، كما من مليون و250 ألف متابع لحساب صاحب التغريدة، ديك كوستولو، الذي تولى منصبه في الموقع منذ 4 سنوات، وفوقهم “تويتريون” بعشرات الملايين قرأوا التغريدة التي كهرب بها أعصاب روحاني، الى درجة أنه لم يرد عليها للآن.
وكان الرئيس الإيراني، الموجود منذ الاثنين الماضي في نيويورك، حيث ألقى كلمة أمس الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كتب سلسلة تغريدات في الأيام الأربعة الماضية، وحولها كعادة الرؤساء والمشاهير إلى المشرفين على حساباته في مواقع التواصل، فقاموا بنشرها بطلب منه في حسابه الانجليزي، المعروف باسمه @HassanRouhani في “تويتر” المحظور على الإيرانيين.
كما نشر القيّمون على تنشيط حساباته بالإنترنت، التغريدات نفسها في حساب آخر له في “تويتر” أيضا، وهو باسم Rouhani_ir@ بالفارسية، ويتابعه فيه 97 ألفا و300 تويتري، ممن معظمهم إيرانيون يقيمون خارج بلادهم، لأن “تويتر” محظور في “الجمهورية الإسلامية” منذ بدأت ثورات “الربيع العربي” تعصف بأرجاء المنطقة.
“كنا نحب أن يتمتع بها الشعب الإيراني أيضا”
مع “تويتر” محظور أيضاً “الفيسبوك” وأيضاً “الواتساب” وكذلك “يوتيوب” وخدمة “الفايبر” ومعه “إنستغرام” وغيره من مواقع راجعت “العربية.نت” أخبار حظرها على مراحل في السنوات الأخيرة، ووجدت معظمها لسبب غريب، منه مثلا أن الحظر شمل “فيسبوك” لأن رئيسه التنفيذي، مارك زوكربيرغ، من أصل يهودي.
أما “تويتر” الموصوف في إيران بأنه “من عمل الموقع العداوة بين المؤمنين” في إشارة الى الشيطان، فتم حظره لهذا السبب في بلاد الملالي، لذلك انتفض رئيسه التنفيذي ديك كوستولو حين وجد روحاني يغرد كما يشاء في حسابيه بالموقع المحروم منه الشعب الإيراني، فاستغلها فرصة وكتب إليه تغريدة تنشر صورتها “العربية.نت” مترجمة من حسابه، وهو باسم @dickc حيث خاطبه: “السيد الرئيس، تمتع بتغريداتك من الأمم المتحدة. كنا نحب أن يتمتع بها الشعب الإيراني أيضا. متى سيكون ذلك”؟
ساعات مرت حتى صباح اليوم الجمعة على التغريدة المكونة من 123 حرفا ومسافة، وللآن لم يرد عليها روحاني في حسابه الذي تجولت فيه “العربية.نت” ووجدت أنه كتب فيه 62 تغريدة بالإنجليزية فقط أمس الخميس، ومعظمها عن لقاءاته مع نظراء له في نيويورك، كما وشرح لما ورد في كلمته التي ألقاها. إلا أن كاتب التغريدة ما زال ينتظر الجواب، ومعه إيرانيون بالملايين يحلمون بحرية الإبحار في الإنترنت.
حلم موعود في حرج سابق
وفي أكتوبر العام الماضي شعر روحاني ببعض الحرج أيضا، حين توجه إليه مدير “تويتر” جاك دورسي، بتغريدة سأله فيها: “هل يمكن للمواطنين في إيران قراءة تعليقك”؟ فغرد الرئيس الإيراني من حسابه في الموقع، مجيبا: “سنعمل على أن يتمكن الإيرانيون من حقهم في الوصول إلى جميع المعلومات عبر العالم”. فتمنى دورسي في تغريدة ثانية بأن يتحقق الحلم، وقال: “رجاء أن تبلغونا بما يمكن أن نساعد به ليصبح ذلك حقيقة”.. لكن روحاني نسي الحلم الموعود.
كما في “تويتر” أيضا حساب شهير منذ 3 سنوات باسم @khamenei_ir وهو مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، المعروف بعدائه للمتجولين في مواقع التواصل، والذي نقلت وسائل الإعلام العالمية تصريحا بشأنه من زعيم المعارضة، مير حسين موسوي، قال فيه: “إذا كان الدخول إلى هذه المواقع غير مشروع، فلماذا يستطيع العاملون في مكتب خامنئي الوصول إليها”؟