الرجل الذي كان يساعد في حلحلة الأزمات الاقتصادية حين تعصف ببعض الدول عبر مركزه كرئيس لصندوق النقد الدولي، وصاحب الحظ الأوفر بتولي الرئاسة الفرنسية خلفاً قبل 3 أعوام لنيكولا ساركوزي بدلاً من الحالي فرانسوا أولاند، متورط مع 13 آخرين بتهمة من الأسوأ، وبدأت محاكمته معهم منذ أمس، وفي أولى جلساتها ظهرت شهادة ضده، أدلت بها “إحداهن” لرجال التحقيق، وقالت إنها ذهبت مرة لتشارك في ليلة عربدة حمراء، وحين وصلت إلى الفندق وجدته مع 8 غانيات دفعة واحدة.
لمن لا يتذكر دومينيك ستراوس- كان، المتهم باستدراج بائعات الهوى وتوابعه للعمل بشبكة دعارة، ذكروا أن مقرها كان أحد فنادق مدينة “ليل” الفرنسية، حيث تجري المحاكمة التي ستستمر 3 أسابيع، فإنه بطل فضيحة غطت تفاصيلها “العربية.نت” حين طالته في 2011 واستقال بسببها من منصبه كرئيس للصندوق الدولي بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب عاملة فندق في نيويورك.
دومينيك عمره 65 ومتهم بأنه كان اللاعب الرئيسي والدماغ المعد لليالي من الفجور الأحمر في باريس وواشنطن ونيويورك، وكان نجمها الساطع والمستفيد الرئيسي منها، وعقوبته في حال الإدانة قد تصل إلى السجن 10 سنوات، مع غرامة تزيد عن مليون و300 ألف دولار. أما بقية المتهمين، فمنهم صاحب فندق وشرطي ومحام، حتى ورؤساء شركات مهمين، ممن أقبل أكثر من 200 إعلامي لتغطية محاكمتهم التي أطلقوا عليها “قضية الكارلتون” على اسم الفندق الذي اتخذوه في “ليل” مقراً للشبكة.
“كانوا يقدموني هدية”
وتظهر في ملف الادعاء العام ضده أيضاً، شهادة من فرنسية عمرها الآن 41 سنة، وفيها تقول إن القيّمين على الشبكة التي كانت ناشطة في “أقدم مهنة بالتاريخ” كانوا يقدمونها “كهدية لرجال السياسة والأعمال ومدراء الشركات”، طبقاً لما قرأته “العربية.نت” مما نقلته الوكالات عن كارول، وهو اسمها “المومسي” الذي كانت تستخدمه قبل أن تستقيل في 2013 من المهنة الأقدم.
تقول أيضاً إنهم كانوا يستخدمونها، هي وغيرها، كفخ للإيقاع برجال مختارين مسبقاً ليكونوا ضحايا “فيرسلون الواحدة إلى مطعم أو حانة، ويطلبون منها أن تغري رجلاً معيناً ليقع مولعاً بها، ومن بعدها يبدأون بابتزازه”، مضيفة أن الابتزاز كان يشمل تهديده بكشف ما يفعل لزوجته بشكل خاص، أو أن يغطي فضيحته بالمال أو بالخدمات.
أما الدفاع عن دومينيك ستراوس – كان، فسيركز على الاعتراف بأنه مولع بالجنس ومغامراته، بل هو أحد ضحاياه “ولكن من دون مومسات”، وبأنه كان يجهل الصفة الحقيقية لمن كن يشاركن بين 2008 و2011 في سهرات العربدة والمجون، وبأن الواحدة منهن كانت تتقاضى “أتعاباً” على ما تفعل، معتقداً دائماً أنهم كانوا يقيمون “السهرات” على شرفه لجعله “نجمها اللامع” والرئيسي في كل مرة.
يهودي من أصل تونسي نشأ ب
وكان المحققون في القضية اكتشفوا الشبكة المتاجرة بمومسات “كن تحت تصرف مسؤول علاقاتها العامة، إمانويل ريغلر، وهو محامٍ بمدينة ليل، ومعه دافيد روكي وفابريس بازوفسكي، العضوان بدائرة حميمية خلاعية، إضافة إلى الشرطي جون كريستوف لاغارد، مسؤول الأمن بمقاطعة الشمال الفرنسي، ثم المتهم الألمع، دومينيك ستراوس- كان، الذي طالعت “العربية.نت” بأنه يهودي من أصل تونسي مغربي، وفق ما ورد عنه في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي.
يذكر الموقع أن دومينيك غاستون أندريه ستراوس- كان، الذي أعطاه أحد الاستطلاعات 79% للفوز بالرئاسة الفرنسية مقارنة بفرانسوا أولاند، هو ابن جاكلين فيلي، الصحافية من أصول أوكرانية وابنة شمعون أندريه فيلي، ابن حاييم وتينا حجاج، ذوي الأصول التونسية، وأنه ترعرع في أغادير بالمغرب، حيث استقرت عائلته هناك في 1951 قبل أن تغادر بعد زلزال 1960 إلى موناكو، بالجنوب الفرنسي.