تسلم آلاف العمال الموريتانيين المضربين كشوفا تحمل “راتب الصفر”، في سابقة من نوعها في البلاد. ويأتي هذا القرار بعد أن رفض العاملون في مناجم الحديد، ثروة موريتانيا القومية، وقف الإضراب الذي بدأوه نهاية يناير الماضي، فقام الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم” بتسليمهم كشوف “راتب الصفر”.
ورغم حاجة العمال الذين يعيلون غالبية المدن المعدنية لراتب شهر فبراير الذي أمضوه في الاعتصام وتنظيم المسيرات وتخصيص بعض مدخراتهم لدعم أنشطتهم الاحتجاجية، إلا أنهم فخورون بـ”راتب الصفر” حيث اعتبر العديد منهم أن هذا الراتب هو “راتب الكرامة والعزة”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أثار “راتب الصفر” استهجان وسخرية العمال، وتساءل عدد من المدونين ومن بينهم العمال المضربين عن مصير رواتبهم والى أن جهة ستسلم.
ويخوض 90% من عمال “اسنيم”، أكبر مشغل في موريتانيا بعد الدولة، اضرابا منذ نحو 40 يوما، ويطالبون الشركة بالوفاء بالتزاماتها السابقة بزيادة الرواتب.
واستعانت الشركة، التي أصبحت تتكبد الخسائر منذ اضراب العمال، بعسكريين وطلبة وتقنيين من مراكز التكوين من أجل استئناف العمل من جديد في المنشآت والآليات المتعطلة بسبب إضراب العمال.
وطالبت الحكومة الموريتانية، ممثلةً في وزارة المعادن العمال، العمال المضربين بإنهاء اضرابهم والعودة للعمل من أجل استئناف الحوار، فيما أدانت خمس نقابات عمالية موقف إدارة “سنيم” التي تعاند وترفض التفاوض مع ممثلي العمال لإيجاد حل توافقي ينهي الأزمة القائمة.