تفاجأ التونسيون هذه الأيام بإطلالة مختلفة لرئيس #حركة_النهضة #راشد_الغنوشي، بعد أن ظهر لأول مرة بربطة عنق، طريقة لباس جديدة للزعيم الإسلامي فتحت بابا للنقاش والتأويلات على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر أن هذه الخطوة رغم بساطتها فإنها تعلن عن تغيير كبير تمهيدا للانتخابات الرئاسية القادمة، وبين من رأى أن الغنوشي يبحث عن تسويق صورة متحضرة ومدنية له ولحزبه في الداخل والخارج.
وظهر الغنوشي مؤخرا في حفل نظمته مؤخرا السفارة المغربية في #تونس بمناسبة “عيد العرش”، مرتديا لباسا رسميا مع #ربطة_عنق زرقاء، مخالفا بذلك عاداته في #ارتداء_طقم بسيط، دون ربطة عنق أو الالتزام بـ #اللباس_التقليدي_التونسي في بعض المناسبات ذات الطابع الديني، وهو نفس الزي الذي ظهر به مساء أمس في حوار على قناة نسمة الخاصة.
وتعليقا على ذلك، اعتبر القيادي في حركة النهضة، لطفي زيتون، في تدوينة على صفحته الخاصة بفيسبوك، أن “ارتداء الشيخ الغنوشي لما يعتبره التونسيون زيا رسميا (بدلة وربطة عنق) هو مغادرة منه لمربّع الطائفة وخطوة منه نحو الدولة”.
“كرافات” راشد الغنوشي استحوذت هذه الأيام على أغلب تدوينات المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى البعض أنها مؤشر على نقلة يستعد لها هذا الرجل السبعيني ليتحول من زعيم حزب سياسي إسلامي إلى رجل دولة، في حين انتقد البعض الآخر التركيز على اللوك الجديد للغنوشي في وقت تعيش فيه البلاد عدة أزمات.
مدون يدعى محمود نعمان أكد أن “ربطة عنق الغنوشي ليست عملا فرديا غير مدروس، بل هي نتيجة عمل فريق اتصالي كامل ومؤشر على مرحلة جديدة وعلى نية ترشح الغنوشي لرئاسة الجمهورية، خاصة أنه يعرف أن جزءا من النقد الذي تعرض له الرئيس المنصف المرزوقي خلال وجوده بالرئاسة تعلق بهندامه”.
وكان الرئيس التونسي السابق #منصف_المرزوقي يرفض ارتداء ربطة العنق، واكتفى خلال فترة وجوده بالحكم بالظهور بزي رسمي بسيط، وعندما سُئل عن السبب قال مازحا “عندما يرتدي الغنوشي ربطة عنق سأفعل ذلك بالتأكيد”.
وفي السياق ذاته، كتب مدوّن إلياس علي سالم قائلا “أهم من هذا التغير المفاجئ المنتظر هو مبررات حصوله، هذا رجل فوق الـ 75 خريفا يغيّر من مظهره ليجدد وجهه السياسي، هو بلغ عمر التقاعد السياسي، لكن عندنا هذا العمر يولد فيه السياسيون من جديد بحيث يسلم المشعل من القائد الأوحد لنفس القائد الأوحد”.
من جهته، اعتبر الناشط معز الحاج منصور، أن الغنوشي من خلال تغيير مظهره يسعى إلى إظهار تحولات مشهدية يرسلها إلى القوى الدولية بأنه يمكن أن يكون متعاونا معهم ومتنازلا عن تاريخيته وموروثه، المهم أن يظفر بالسلطة”.
مقابل ذلك، استغرب عدد من النشطاء جدوى التركيز على ربطة عنق الغنوشي وفتح النقاش حول مظهره الجديد، في وقت تعيش فيه البلاد أزمات في كل المجالات ومشاكل بالجملة.
وتساءل في هذا الصدد الناشط، عبدو السماتي “ربطة عنق الغنوشي أولى بالعناية من حرائق الشمال الغربي، نحن نغرق في السطحية وتقتلنا الهوامش أكثر”، ليجيبه الناشط الأمجد جاب الله قائلا “يبدو أن جميع مشاكل الوطن من فساد وسرقة البلاد والعباد قد انتهينا منها ولم يبق إلا ربطة عنق الغنوشي”.