توفي الشاعر الموريتاني الكبير محمد ولد عبدي بعد صراع مع المرض، وعانى الشاعر (50 عاما) من مرض عضال لم ينفع معه علاج، قاومه بإيمان صادق وأمل كبير في العلاج، إلى أن أسلم الروح إلى بارئها وهو في عز عطائه الأدبي والفكري.
وقالت مصادر قريبة من عائلة الشاعر إن جثمان الفقيد سينقل من أبوظبي حيث كان يعالج إلى السعودية إنفاذا لوصيته حيث سيوارى الثرى بالمدينة المنورة.
ويعتبر محمد ولد عبدي من أهم نقاد وشعراء موريتانيا المعاصرين، وظل طوال حياته شاعرا مخلصا للكلمة الصادقة، مهتما بتجديد الشعر الموريتاني، وراكم تجربة غنية في مجال الكتابة والإبداع أسفرت عن أعمال مهمة خاصة في مجال النقد الثقافي ومراجعة الفكر العربي المعاصر.
وجمع ولد عبدي بين الشعر والنقد فبرع في الصنفين، وعمل الشاعر الحاصل على شهادة الدكتوراه في مناهج النقد الحديث، مخططا ثقافيا بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعضوا في اللجنة العليا المشرفة على البرنامج الشعري الجماهيري “أمير الشعراء”، كما يشرف على إدارة الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وحصل الراحل على جائزة الشارقة للإبداع العربي عن كتابه “ما بعد المليون شاعر”، وترجمت بعض قصائده إلى اللغات: الفرنسية والإنجليزية والبولندية والألمانية.
أصدر محمد ولد عبدي مجموعتين شعريتين هما: كتاب الرحيل والأرض السائبة، وله مشاريع مميزة في مجال النقد الثقافي ومراجعة الفكر العربي المعاصر، ومن أهم الدراسات النقدية التي أصدرها “السياق والأنساق في الثقافة الموريتانية الشعر نموذجا”، و”مقاربات نقدية في نصوص إماراتية”، و”ما بعد المليون شاعر مدخل لقراءة الشعر الموريتاني المعاصر”، و”فتنة الأثر على خطى ابن بطوطة في الأناضول”.