رويترز- عانى كريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي خيبة أمل كبيرة بعدما انتهى مشوار “برازيليو اوروبا” عند الدور الأول من مونديال البرازيل 2014 رغم فوزهم على غانا، اليوم الخميس، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.
وإذا كان الخروج من الدور الثاني في مونديال جنوب إفريقيا 2010 لا يعتبر نكسة، كونه جاء على يد أبطال أوروبا حينها ثم لاحقا أبطال العالم، فإن انتهاء المغامرة البرتغالية في الدور الأول من المونديال الذي اعتبروه على “أرضهم” يكرس عقدة “سي ار 7” في البطولات الدولية الكبرى، حيث لم يرتق إلى مستوى طموحات الشعب البرتغالي ولم يقدم جزءا صغيرا من التألق الذي يظهره على صعيد الأندية، إن كان مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي أو الحالي ريال مدريد الإسباني الذي توج معه قبل أسابيع معدودة بلقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا.
خرج رونالدو ورفاقه بالنقاط الثلاث من مباراتهم اليوم مع غانا بالفوز على الأخيرة 2-1، لكن رجال المدرب باولو بنتو ودعوا من الدور الأول لأن الألمان لم يسجلوا أربعة أهداف في مرمى الولايات المتحدة واكتفوا بهدف واحد.
لكن رونالدو ورفاقه لم يقوموا حتى بالمطلوب منهم لكي ينتظروا هدية من الألمان، إذ اكتفوا بفوز 2-1 لم يكن كافيا لتعويض الرباعية النظيفة التي تلقوها في الجولة الأولى أمام “ناسيونال مانشافت”.
“لم يكن الأمر ممكنا”، هذا ما قاله رونالدو بعد المباراة أمام غانا عن حسابات تأهل بلاده إلى الدور الثاني، مضيفا “لقد فزنا. خلقنا الكثير من الفرص، لكننا لم نتمكن من ترجمتها”.
وفعلا، حصلت البرتغال على الكثير من الفرص، خصوصا في أواخر المباراة سجل منها رونالدو هدف الفوز، لكنه أهدر عددا كبيرا منها في الدقائق العشر الأخيرة كانت كفيلة ربما ببلوغ بلاده الدور الثاني لو ترجمها، خصوصا بعد خسارة الولايات المتحدة أمام رجال لوف.
وتابع رونالدو: “علمنا بأنه كان يتوجب علينا تسجيل 3 أهداف، شرط أن تسجل ألمانيا هدفين. في النهاية فازوا بهدف واحد، وكان يجب أن يفوزا بأربعة أهداف. لم يكن الأمر ممكنا”.
وواصل أفضل لاعب في العالم لعام 2013: “لقد قدمنا كل ما لدينا، لكننا كنا ندرك أن مهمتنا معقدة، لكن ما يبقى هو الانطباع بأن الأمر كان ممكنا نتيجة الفرص التي خلقناها خلال المباراة. نحن نخرج مرفوعي الرأس. حاولنا أن نقدم أفضل ما لدينا. لم ننجح في ذلك”.
لكن لا يمكن لرونالدو الحديث عن تقديمه مع رفاقه أقصى ما لديهم بعد ساعات قليلة على التصريح المحبط تماما للمعنويات والذي قال فيه بعد التعادل الصعب للغاية أمام الأميركيين (2-2) إن تشكيلة منتخب بلاده “محدودة”.
وقال رونالدو: “لم تكن البرتغال أبدا مرشحة، لم نفكر أبدا بإحراز لقب كأس العالم”.
وتابع رونالدو (29 عاما) الذي اكتفى بثلاثة أهداف في ثلاث مشاركات في النهائيات: “يجب أن نكون متواضعين ونعرف ما بمقدورنا القيام به. حاليا هناك منتخبات كثيرة أفضل منا وتملك لاعبين أفضل. نحن فريق متوسط ربما. سأكذب لو قلت إننا من بين أفضل المنتخبات العالمية. لدينا حدود وإصابات. كانت لدينا تشكيلة محدودة جدا”.
ما هو مؤكد أن الجيل الحالي لن يتمكن من قيادة البرتغال إلى ما حققه جيل اوزيبيو عام 1966 (المركز الثالث) وجيل لويس فيغو عام 2006 (المركز الرابع).
وفشل رونالدو مرة أخرى في فرض سطوته على المسرح العالمي وفي خطف الأضواء بعد أن نجح في تحقيق هذا الأمر في الملاعب الإنجليزية والإسبانية وعلى المسرح الأوروبي.
وكان رونالدو يدرك حجم المسؤولية الملقاة عليه والصعوبة التي كانت تنتظره، وهو تذوق مع منتخب بلاده شدة المنافسة اعتبارا من التصفيات عندما اضطر البرتغاليون لخوض الملحق الأوروبي من أجل التأهل إلى النهائيات على حساب السويد (4-2 بمجمل المباراتين بينها أربعة أهداف لمصلحة رونالدو).
أراد رونالدو الدخول في نادي لاعبين كسبوا معركة الأندية وتعملقوا أيضا مع منتخبات بلادهم، مثل الفرنسي زين الدين زيدان الذي توج بطلا للعالم عام 1998 بعد أن تألق في صفوف فريقيه الكبيرين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد، والهولندي الطائر يوهان كرويف الذي ألهب ملاعب ألمانيا الغربية في مونديال 1974 قبل أن يخونه الحظ في النهائي أمام البلد المضيف، لكن “سي ار 7” خرج مجددا وهو يجر خلفه ذيل الخيبة التي اختبرها في 2010 أيضا حين ودع ورفاقه من الدور الثاني.