زوجان يروجان لفوائد حليب النوق للشفاء من الأمراض في أمريكا

يقول جيل ونانسي ويجلز، اللذان يملكان أكبر مزرعة لإنتاج حليب النوق بالقرب من مدينة سان دييجو في الولايات المتحدة ”حتى تتمكن من حلب الناقة، فإنك بحاجة إلى كفين دافئتين، ولمسة ناعمة، إضافة إلى توقيت جيد”.

ويضيف صاحبا هذه المزرعة أن عملهما هذا يدر عليهما دخلاً معقولاً، حيث إن حليب النياق مفيد في شفاء الأمراض، إضافة إلى قيمته الغذائية العالية، كما أنه طيب المذاق إلى حد كبير، غير أن من غير القانوني بيعه مباشرة في الولايات المتحدة.

ومع ذلك لم ييأس صاحبا هذه المزرعة، حيث يبيعان منتجات حليب النوق، كما أنهما يخرجان النوق البالغ عددها 22 ناقة إلى الطرق المحيطة بالمزرعة ليعتاد سكان هذه المنطقة من الولايات المتحدة على مشاهدتها.

إنهما يأملان بأن تجري إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مزيداً من الأبحاث على حليب النوق، حتى يتمكنا من جني مزيد من الأرباح من خلال البيع المباشر لهذا الحليب.

إن حليب النوق نادر في الولايات المتحدة، حيث أعدادها قليلة، وهي موجودة في الغالب في حدائق الحيوانات، أو في المنتزهات القومية المحمية.

وقليلاً ما تتم عمليات التوالد، ولذلك، فإن الأعداد قليلة، وبالتالي يمكن أن يصل سعر اللتر الواحد من هذا النوع من الحليب إلى ما يتراوح بين 40 – 60 دولاراً أمريكياً. ويعيش هذان الزوجان في مزرعتهما التي تبلغ مساحتها 34 فداناً في رامونا، شمال شرق سان دييجو.

ويبلغ سعر الناقة مكتملة النمو نحو 12 ألف دولار أمريكي، وسعر الناقة الصغيرة غير البالغة نحو خمسة آلاف دولار. ومن جانبهما، يقول هذان الزوجان إن حليب النوق أكثر فائدة بكثير من حليب الأبقار، حيث إنه يحتوي على مزيد من فيتامين سي، كما أنه غني بالعناصر المضادة للبكتيريا، والفيروسات، إضافة إلى أن فيه مركباً من مركبات الإنسولين، وبالتالي، فإنه مفيد للغاية لدى أصحاب الحميات الغذائية الخاصة.
أما على النطاق العالمي، فيتم بيع وتجارة حليب النوق بصورة غير رسمية، غير أن هنالك تقديرات بأن قيمة هذه التجارة يمكن أن تصل إلى 15 مليار دولار سنوياً. ومن أصحاب هذه التقديرات أنتوني بينيث، المسؤول في منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ويصف الأطباء في روسيا، وكازاخستان، والهند، حليب النوق لعدد من المرضى الذين يعانون أشكالا مختلفة من الالتهابات، كما يصفه الأطباء في القارة الإفريقية كغذاء مساعد لدى مرضى نقص المناعة المكتسبة ”الإيدز”.

وتفيد مصادر منظمة الأغذية والزراعة الدولية بأن هنالك أبحاثاً جادة حول فائدة حليب النوق لمرضى داء البول السكري، وكذلك لمرضى القلب.

وتسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للناس بشرب حليب النوق، ولكن لا يمكن الاتجار به في الولايات المتحدة، إلا بعد خضوعه لعدد من اختبارات السلامة.

حتى يتم اعتماد مثل هذه الاختبارات، فإن هنالك وقتاً لا بد أن يستغرقه إقرار تناول هذا الحليب والتداول به تجارياً على مستوى الولايات المتحدة.

وحين تمت الموافقة على سلامة حليب البوفالو في الولايات المتحدة عام 2003، استغرق الأمر ست سنوات قبل السماح بتداوله على النطاق التجاري. وهنالك وسائل لاستعجال استخدام حليب النوق، حيث إن شركة في دبي تقوم بتصنيع شوكولاته يدخل في صناعتها حليب النوق، ولكن القطعة البالغ وزنها 2.5 أونصة تباع مقابل 12 دولاراً أمريكياً في مدينة سان فرانسيسكو، في الولايات المتحدة.

ورغم ارتفاع هذا السعر، إلا أن صاحب المتجر، جاك إبستاين، يقول إن المبيعات ترتفع على نحو مستمر، حيث هنالك من يفضلونه على الشوكولاته التي يدخل في صناعتها حليب الأغنام، أو حليب الماعز.

ويؤكد صاحب المتجر هذا أن حليب النوق لا تنبعث منه أي روائح منفرة للنفس، غير أن الخبراء يحذرون من أن فرص التوسع في بيع حليب النوق في الولايات المتحدة ستظل محدودة. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى قلة الكميات المتوفرة منه.

وبينما تنتج البقرة الحلوب ما يتراوح بين 6-7 جالونات من الحليب يومياً، فإن أصحاب مزارع النوق في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم سعداء إذا أعطت الناقة جالوناً كاملاً يوميا.

والحقيقة هي أن الجمال أقدر الحيوانات على التكيف على وجه الأرض، ولكنها لا تنتج الحليب بكميات وفيرة. وتتم تغذية الأبقار في العادة بمواد غذائية معينة لزيادة الحليب الذي تدره.

ويعتمد هذان الزوجان الأمريكيان على عدة وسائل لتحسين دخلهما إلى أن يتم إقرار بيع وتداول حليب النوق في الولايات المتحدة، حيث تعمل الزوجة في تصنيع الجواهر، كما يعملان معاً في إعداد وإدارة المعارض التجارية الترويجية، وكذلك إقامة الحفلات الخاصة، وطهي طيور الحبش، وترتيب رحلات مدرسية، وعرض النوق لكي يتمتع بمنظرها أهالي المنطقة التي يعيشان فيها.

ويصف هذان الزوجان النوق التي تعيش في مزرعتهما بأنها وديعة، ومسالمة تماماً. وقد أصبح زوار المزرعة على معرفة بالكثير من عادات الجمال، حيث يدركون من وضع الشفتين متى تكون الناقة هادئة، ومتى تصبح عصبية المزاج.

ولدى هذين الزوجين، إضافة إلى النياق، حيوانات أخرى هي أربعة من الحمير، وسبعة من الأغنام، وبقرة واحدة، وأربعة من الخيل، و17 طيراً من الطيور الملونة، وخمس قطط، إضافة إلى خنزير واحد. ولديهما كذلك ثور، وبقرتان جديدتان، حيث تعود ملكيتهما إلى أحد مزارعي إنديانا.

ويدرب الزوجان أصحاب النوق في المنطقة على أفضل أساليب حلبها. ويؤكدان أن نشاطهما العملي هذا مجرد بداية أولية في الولايات المتحدة، ولكنهما على ثقة بأنه سيزدهر بصورة رائعة في المستقبل. وهما يخططان للمشاركة في عدد من المعارض المحلية الخاصة بالنوق، ومواد تغذيتها، إضافة إلى تدريبها على أداء حركات معينة.

وقد شاركا خلال الفترة الأخيرة في معرض كان المشاركون فيه يتناولون حليب النياق، إضافة إلى التمور.

ويقوم الزوجان كذلك ببيع صابون حليب النوق الذي يشكل حليبها 25 في المائة منه، حيث هنالك إقبال جيد على شرائه بعد أن تم التعريف به، وتسويقه عبر الإنترنت.

وتقول الزوجة إن هذا الصابون ناعم للغاية، ويعمل على تغذية الجلد على نحو ملحوظ.