“زيّ”.. حملة شبابية لإعادة الاعتبار للثوب السعودي

أطلقت مجموعة من السعوديين العاملين في مجال التصميم والخياطة حملة شبابية تثقيفية وتوعوية بعنوان “زيّ” تهدف إلى إعادة الاعتبار للثوب السعودي الذي طالته يد العولمة والحداثة وعبثت بشكله ومضمونة الكلاسيكي، حتى تغيرت ملامحه المعروفة وأضحى ملبوساً آخر، بحسب تعبير القائمين على الحملة.
وقال القائمون على حملة “زيّ” التي انخرط فيها نحو 20 مصمماً شاباً، إنها تندرج ضمن تأصيل جميع ما يزخر به التراث السعودي من أزياء وملبوسات وتعريف المجتمع لاسيما الشباب بمميزاتها، وذلك لمنح اهتمام أكبر بالثوب السعودي الأصيل الذي يعتبر أحد مكونات هوية المملكة الحضارية، قبل أن يندثر كغيره من الملبوسات.

ويختلف الثوب السعودي من ناحية الشكل والنوع عن أغلب الأثواب الرجالية لشعوب دول الخليج العربي، حيث يختلف فنيّاً من حيث الخياطة وفي شكل التفصيلة عن الثوب الكويتي والقطري والبحريني، فيما يختلف عن الثوب الإماراتي والعُماني في صفة الاتساع وزيادة العرض، هذا فضلاً عن اختلاف شكل العقال من دولة لأخرى.
الماركة المسجلة
وقال الشاب رضا عمدة، أحد المصممين المنضوين في الحملة، إن الثوب الأبيض كان يعد لعقود الماركة المسجلة للزي السعودي، لكن هذه الماركة باتت اليوم تصارع للبقاء أمام غزوات العولمة.
وأضاف في حديث خاص لـ”العربية.نت”: “تكفي جولة واحدة بالأسواق لتعرف الوضع الحرج الذي يعيشه الزيّ الوطني”، مشيراً إلى أن الهدف من حملة “زيّ” هو إعادة الاعتبار للثوب عبر تبيان جمالياته ورونقه وسماته الخاصة.
كما أوضح عمدة أن مسؤولية انتشار هذه التقليعات بين الشباب تتحملها المؤسسات الثقافية وفعالياتها، والتي لم تقم بواجبها في تسليح الأجيال الحالية بما يكفيها من العدة الثقافية والتراثية لتواجه تأثيرات العولمة وموجات الحداثة، والتي عبثت بالثوب السعودي عبر المبالغة في التزيين والألوان والتخصير حتى تغيرت ملامح الثوب المعروف وأصبح كالفستان النسائي الذي يخرج أحياناً عن حدود اللائق بلباس الرجال”.

ومن جهته، قال عبدالله بن محفوظ، منسق حملة “زيّ”، إن “الحملة لن تقف عند حدود التثقيف والتوعية، بل ستقدم برامج عملية في إطار تحفيز جميع شرائح المجتمع على إعادة وهج الثوب السعودي مجدداً”، مبيناً في حديثه لـ”العربية.نت” أن مصممي الحملة سينتشرون في التجمعات المختلفة لاسيما تجمعات الشباب لمحاولة إعادة تسويق الزيّ السعودي على الأفراد والمجموعات مع تقديم خدمة القياس والتفصيل من الباب إلى الباب، مشيراً إلى أن الحملة بصدد التنسيق مع صندوق الموارد البشرية لتأهيل وتدريب 50 فتاة سعودية في مجال تصميم وخياطة الثوب السعودي الكلاسيكي.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدوائر الحكومية حاولت محاصرة تلك التقليعات الجديدة، عبر إلزام منسوبيها بضرورة ارتداء الزي السعودي الرسمي المتمثل في الثوب الأبيض الكلاسيكي، فيما اعتبرت إدارات التربية التعليم في بعض المناطق لبس تلك التقليعات في المدارس نوعاً من المخالفة، وذلك بعد انتشار الأثواب المخصَّرة والمنقوشة بالألوان والزخارف والاكسسوارت المختلفة بين الطلاب.