(CNN)– ساحة جامع الفنا، من أشهر الأسواق التقليدية في مدينة مراكش المغربية، يجتمع فيها الحكواتيون ومنومو الثعابين والراقصون، في احتفالات تقليدية تستمر حتى مغيب الشمس، لتغيب بعدها الحركة عن السوق القديم وتعود للحياة مرة أخرى في اليوم التالي في المدينة القديمة على رمال مراكش الحمراء.
على بعد خطوات من هذه الأجواء، يقع متجر مداو، نشاهده وهو يحضر طاولته المعروضة أمام باب المحل، ألقى تحية بابتسامة بيضاء ناصعة بدرجة سواد بشرته، بعباءته الزرقاء الفاتحة، التي تدل على أنه من شعب “الطوارق” أو الملقبون بـ “أمازيغ الصحراء.”
ومن خزانة خشبية قديمة يبدأ باستعراض أدويته، سلة من بيض النعام، وزوج من الحرباوات المجففة، جمجمة فهد وتشكيلة من الأواني الزجاجية والفخارية تتسلل بين البودرة ودهون الجسم المصنوع يدوياً، في مشهد ينقل الناظرين لحكاية خرافية.
وبجانبه يقع متجر رجل آخر يعمل بالمداواة، مخزونه يحوي الكبريت ووروداً دمشقية مجففة، ونصف غالون من زيت السحالي.
وأمام متجرهما يقبع محل لطبيب الأسنان، لكن محله أكثر ثباتاً من الأسنان التي يقلعها، والتي ملأت نصف صندوق من الأحذية يحتفظ بها، ويقول: “إنني لا أتسبب بأي ألم”، مضيفاً بتمتمة: “لأنني أهمس بتعويذة عند قلعي لضرس المريض.”
وفي نهاية اليوم نرى طبيب الأسنان وهو يصوب مهاراته متحضراً لالتقاط سائح أمريكي صورة له، فيما يسأله سائح آخر وهو يخرج كاميرته من حقيبته، عن محتويات زجاجة رسمت عليها جمجمة وعظمتان متقاطعتان، ليجيبه الأمازيغي بنظرة مخيفة وابتسامة مجنونة وبلكنة ثقيلة: “إنها تعويذة للانتقام.”