(CNN) — قال الداعية السعودي، سعد البريك، إن موقع “تويتر” أغلق صفحته الرسمية التي تضم مئات آلاف المتابعين، مرجحا تعرضه لحملة من قوى شيعية معارضة أو تيارات تكفيرية أو أخرى منتقدة لدفاعه عن ضرورة حفظ الأمن بالسعودية، بعد سلسلة تغريدات حول ما وصفه بـ “مجزرة رابعة العدوية” في مصر وتحذيره من نقل الصراع إلى المملكة.
وقال البريك، في اتصال مع CNN بالعربية: “لقد أرسل مكتبي ثمان رسائل إلى موقع تويتر لاستيضاحه حول خلفيات القرار دون أن نحصل حتى الآن على إجابة تشرح الأسباب، ولم يزودنا الموقع بشفرة لإعادة استخدام الحساب، كما تجري العادة عند اختراق الحسابات.”
وأضاف البريك، الذي يعد من كبار الدعاة والمفكرين الإسلاميين بالسعودية، ويعمل حاليا مستشاراً ونائبا لرئيس اللجنة العليا في مكتب الأمير عبدالعزيز بن فهد للبحوث والدراسات: “يبدو لي أن حسابي تعرض لحملة، لأننا في زمن تموج فيه الأفكار وتتضارب وتصل الصراعات في بعض الأحيان إلى هذا المستوى.”
وعن تغريداته الأخيرة على صفحته قال البريك: “دونت تغريدات فيها ألم وتفجّع حيال ما يجري في مصر وما حصل في ميدان رابعة العدوية والانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة، وفيها تحذير أيضا من خطورة نقل هذا النزاع إلى عواصم عربية أخرى وإلى بلدنا، وتركيز على ضرورة عدم اختلال الأمن في المملكة. وقد لاحظت أنني كلما تطرقت إلى هذا الموضوع أتعرض لهجوم، لأن مواقفي على ما يبدو تغضب الكثيرين.”
وتابع البريك، وهو أيضا عضو في فريق “مناصحة السجناء” الذين يحملون أفكار تنظيم القاعدة، بترجيح وقوف فئات معينة خلف الحملة على حسابه، مضيفا: “هناك ثلاث فئات ربما تقف إحداها خلف ما جرى، الأولى هم الذين دعوا إلى ‘ثورة حُنين’ في المنطقة الشرقية من المملكة (التي تقطنها غالبية شيعية) لأنني كنت من بين أبرز من تصدى لذلك عبر التنبيه إلى خطورة الدعوة، خاصة في ظل التباين المذهبي في تلك المنطقة وإمكانية تسلل مندسين إلى الاحتجاجات وإيقاع صدامات مع قوات الأمن تشعل نار الحرب، والحمد لله أجهضنا ذلك المشروع، مع إقرارنا بوجود فساد وبضرورة معالجته.”
وأضاف: “الفئة الثانية هم أولئك الذين يقلقهم الحديث عن الأمن ومخاطر اختلاله، والبعض يستاء من ذكر ذلك، ومن تأكيدي بعد إفشال مشروع ‘ثورة حنين’ على وجود فساد، مع التحذير من استنساخ تجارب الصدام في مجتمعنا.”
وتابع قائلا: ” وأما الفئة الثالثة، هي تلك التي يزعجها الحديث عن المحافظة والانفتاح في البلد، وتميل إلى التكفير.”
ونفى البريك أن تكون تغريداته حول أحداث مصر وميدان رابعة العدوية تخالف الاتجاه الرسمي السعودي، قائلا: “موقف المملكة الرسمي لم يؤيد سحق الناس، كما جرى في رابعة العدوية، بل اقتصر على ما يتعلق بالانقلاب فقط، لأن ما جرى في ميدان رابعة جريمة بكل المقاييس.”
وقد حاولت CNN بالعربية مراسلة إدارة “تويتر” لمعرفة سبب تعليق الحساب، إلا أنها لم تتلق منها أي رد حتى ساعة إعداد التقرير.
يشار إلى أن البريك معروف بخطبه وإطلالاته عبر وسائل الإعلام التي يتناقلها الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما يشرف ويشارك في العديد من الهيئات الدينية، وقد تطرق إلى الموضوع المصري، كما العديد من الدعاة في المملكة، الذين كانت لهم مواقف متباينة حيال الأحداث التي تشهدها مصر.