توفيت طفلة من ثلاثة توائم إثر التهاب في الأمعاء بعد ولادتها بـ43 يوماً في مستشفى الولادة والأطفال في “المساعدية” بجدة. واتهمت أم الطفلة طبيبة سعودية بالتسبب في موتها عقب ثلاث عمليات جراحية أجرتها للطفلة خلال أسبوع واحد، فيما وعد مدير المستشفى بالتحقيق في الحالة واتخاذ اللازم بكل شفافية.
وقالت نجاة سالم، والدة الطفلة، إنها وضعت ثلاث فتيات توائم هن صدق وإحساس ومشاعر، ولكن قبل الأوان، حيث اضطرت إلى وضعهن بعملية قيصرية في ولادة مبكرة تمت في الشهر السابع والنصف من الحمل.
وأضافت أنه بعد مرور 15 يوماً على العملية، اتصل أحد الأطباء وأبلغها بأن طفلتها إحساس مريضة، وأخبرها بأنه حوّلها من مستشفى الملك عبدالعزيز العام إلى مستشفى الولادة والأطفال في المساعدية لمعاناتها من التهاب في الأمعاء، ولعدم وجود استشاري في المستشفى في هذا التخصص، ولرغبتهم في إخضاعها للملاحظة.
وقالت أم التوائم الثلاثة إنها ذهبت إلى مستشفى الولادة ووقّعت على أوراق دخولها، وهناك علمت أن الطبيبة المكلفة بحالتها هي استشارية الأطفال ح. ج، ومن ثم خرجت وأنهت أوراق خروجها من مستشفى الملك عبدالعزيز.
واستطردت الأم قائلة إن حالة إحساس الصحية تحسنت بعد ثلاثة أيام من وضعها تحت الملاحظة. حيث أبلغوها يوم الخميس الماضي بأن الطبيبة ستجري لها عملية جراحية، ووافقت ووقعت على أوراق دخولها إلى العملية بالرغم من تحسن حالة الطفلة وزوال انتفاخ بطنها.
وقالت: “سألت الطبيبة في حينها عن أسباب العملية، وقالت إن الطفلة لديها ارتجاع لجرعات الحليب التي تزود بها، ونريد معرفة السبب، وقد عملنا لها الإجراءات اللازمة والفحوصات التي أكدت سلامتها، ولكن أريد رؤية إن كان فيها عيب خلقي في الأمعاء أم لا، وسأقوم بفتح فتحة بسيطة.”
وتابعت أم الطفلة تقول “وافقت على العملية بعد أن أخبرتني أنها بسيطة، لكن العملية استمرت لأربع ساعات من التاسعة والنصف صباحاً وحتى الثانية ظهراً يوم السبت الماضي، ووضعوها تحت الملاحظة حتى صباح الأربعاء، وفي الثامنة تلقيت اتصالاً من ممرضة تخبرني بأن حالة الطفلة متدهورة، وأن خطأ حدث في العملية الأولى ولابد من إرجاعها لغرفة العمليات.
أسباب الخطأ
وسألتها عن الخطأ الحاصل، فقالت لي أصبحت الطفلة تسرب من خارج بطنها بسبب انفتاح العملية، وحينها رفضت التصرف في ابنتي حتى حضوري، وعند مجيئي رأيت أن بطن طفلتي مفتوحاً بعكس ما قالت لي الطبيبة، التي أخبرتني بأن سبب انفتاح العملية عودة التهاب الأمعاء من جديد لها، وقالت سأدخلها غرفة العمليات لأرى ما حدث للالتصاق الذي أزلته ووافقت على العملية الثانية”.
وأكملت الأم تقول، عند الانتهاء من العملية أبلغتني إحدى الممرضات بأن الطفلة أصابها نزيف واضطرت الطبيبة إلى إعادة فتح العملية مجدداً، وأوصلوا بها لياً طبياً من بطنها إلى الخارج لإخراج الفضلات وأخرجوها للعناية، وعند ذهابي لها يوم الجمعة أبلغتني إحدى الطبيبات أن كلى الطفلة بدأت تضعف، مع انخفاض في ضغطها وحدوث اختلاط في الأنسجة، وعلمت حينها أنها بيد الله، ثم اتصلوا بي مساء أمس الأول عند الثانية عشرة ليلاً ليخبروني بوفاتها.
وأوضحت أنها حاولت الاتصال مراراً بالدكتورة المتسببة فيما حدث، لكن هاتفها مغلق، وتقدمت بشكوى لدى الطبيب المناوب في المستشفى يوم الجمعة، وقال إنه سيقوم برفعها إلى مدير المستشفى أو الطبيب المختص، وقالت الأم إنها لن تتنازل عن مقاضاة المتسببين فيما حدث لابنتها.
وذكرت الأم أن والد إحساس يحيى خيرالله لم يرَ ابنته إحساس لأنه مسجون منذ ثمانية أشهر، وقد كان سعيداً بولادتهن، مبينة أنها لا تعلم كيف تخبره بوفاة إحداهن بهذه الطريقة.
من جهة أخرى، قال مدير مستشفى الولادة والأطفال في المساعدية في جدة الدكتور كمال أبوركبة لـ”الشرق”، إن الطفلة توفيت وسط عوامل معينة ساعدت على الوفاة، منها الالتهاب الشديد في الأمعاء، ومشكلات عديدة.
وقال، هي حالة لها حيثياتها وسيتم التحقق من أسباب الوفاة ودراسة لجنة الوفيات والأمراض للحالة، برئاسة المدير الطبي، وسيتم رفعها للإدارة.
وقال لم يظهر حتى الآن شيء مريب، وتوقع أن تكون وفاة طبيعية بحسب الأمراض التي لدى الطفلة.