اتجه سينمائيون سوريون مناوئون للنظام إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة مهرجان سينمائي تعرض فيه أهم الأعمال السينمائية التي ترصد واقع الثورة السورية، وحياة السوريين في ظل الحصار والقصف.
اللافت في فكرة المهرجان أنها اعتمدت “الفيسبوك” كوسيلة وحيدة لعرض النتاجات السينمائية (غالبها أفلام قصيرة)، ودعت الجمهور السوري للتصويت على الأفلام المشاركة في المهرجان، ضمن فترة زمنية معينة، وتم في نهايتها إعلان اسم الفيلم الفائز بناء على تصويت الجمهور.
ومن خلال صفحة المهرجان استطاعت “العربية.نت” التواصل مع أحد منظمي المهرجان واسمه (الوهمي) حسين أبو الحسن، حيث أكد أن فكرة المهرجان جاءت بعد أن “أجل النظام السوري متمثلاً بمؤسساته مهرجان دمشق السينمائي/الدورة 19 في بداية الثورة السورية، فكان الهدف الأول لمهرجاننا هو دعم الثورة السورية بشكل فني سينمائي، وثانياً تكريم الشباب السينمائيين الشهداء منهم والأحياء الذين دفعوا الغالي والرخيص من أجل توثيق الثورة بالصوت والصورة من زاوية ورؤية فنية سينمائية بعيدة عن التقرير الإخباري، الذي يجعل المتفرج بعد فترة من الوقت أو بعد جرعة معينة من الامتلاء ينكفئ عن متابعة ما يجري ويتفاعل معه”.
ولفت أبو الحسن إلى أن اللجنة المنظمة تقبل جميع الأفلام في حال حققت شروطاً إنسانية وفنية معينة، “كون بيننا أشخاص يعملون في السينما كممثلين وكتّاب، فإنهم هم من يقيّمون هذه الأعمال وبطريقة بسيطة دون قيود أكاديمية وكلاسيكية”.
وحسب المنظمين فإن اختيار مواقع التواصل الاجتماعي لتكون الإطلالة الوحيدة للمهرجان كان لأسباب أمنية، كون هذه المواقع الأكثر أمناً مقارنة بفضاءات أخرى، ولاسيما أن مشروع المهرجان يستحيل إقامته على الأرض لأسباب تتعلق بسلامة المنظمين والمشاركين فيه، “إضافة إلى كلفته المادية التي لا نقدر عليها، فلذلك فضّلنا الرمد على العمى”.
وجاءت نتيجة تصويت الجمهور على صفحة المهرجان لتعلن فوز فيلم “أحلام طفولة سورية” بالمرتبة الأولى لدورة هذا العام، الفيلم من إخراج مازن الخيرات، ويحكي قصة الآلاف من الأطفال السوريين الذين يموتون بسبب التجويع، أو يتم قتلهم، فيما أصبح آلاف غيرهم أيتاما على يد ميليشيات وجيش الأسد.