من قال إن “المأساة” لا يمكن أن تطعم بلمسة من الفكاهة، ومن قال إن السوريين الذين عانوا ولا يزالون يعانون من أفظع كارثة منذ الحرب العالمية كما وصفتها تقارير الأمم المتحدة، لا يمكن للبسمة أن تشق طرقهم بكل عفوية وبساطة. هذا ما أثبته مازن أوطه باشي في فيديو بسيط سجله عبر استخدامه تطبيق SMULE.
https://www.youtube.com/watch?v=m21AekGeeZw
فقد تناقل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعية ثنائيا غنائيا يجمع بين المغنية البريطانية جيسي جي ولاجئ سوري يدعى مازن أوطه باشي مقيم في هولندا.
في الفيديو سخر مازن من وضعه كلاجئ، وانتقاله من خيمة اللجوء إلى غرفة صغيرة، واصفاً بعض التفاصيل بطريقة “مضحكة مبكية” أو على طريقة الكوميديا السوداء، بلهجة شامية صرفة فيها من الخفة والبساطة الكثير الكثير.
بتعابير سورية محلية وصف الأصدقاء والحالة المزرية وغيرها، مخاطباً المغنية البريطانية ومتفاعلاً معها، ماسكاً سيجارته ومتمادياً في وصف ما يعيشه.
وبعد انتشار الفيديو بشكل واسع نشر مازن (وهو من عائلة سورية فنية) على صفحته على الفيسبوك فيديو يشكر فيه كل شخص ساهم في انتشاره، وناسباً الفضل في شهرته إلى كل فرد شاهده وتفاعل معه. وكتب على صفحته “أنا ما عملت شي بس حبكم عمل المعجزات بحبكم من قلبي.”
“بالحب نتغلب على الحروب”
وفي تصريح لـ”العربية.نت” أكد مازن أن رسالته الوحيدة في هذا الفيديو كانت “الحب ونشر المحبة”. وأضاف قائلاً:” أتمنى أن أفتح معهدا نتعلم فيه الحب، فإذا تعلمنا الحب نتغلب على الحروب، رح نعرف قيمة بعض، ونعرف قيمة الوطن، رح نقدر نتقن كل شي بحياتنا، لأن رسالتي بالفيديو كانت مجروحة ومتعطشة للحب”.
وعن دراسته أوضح مازن لـ”العربية.نت” أنه درس الفنون في دمشق، ثم أكمل مسيرته في جنوب إفريقيا، حيث درس الفنون المسرحية، وشارك في بعض الأعمال الفنية. وفي العام 2010 قرر العودة إلى سوريا والعمل مع والده الفنان السوري الراحل فاروق اوطه باشي، ولكن الحرب دفعته إلى الرحيل، فسافر إلى مصر، حيث تعرف إلى الكاتب والمخرج الراحل حامد أبو النجا، والفنان أحمد الشاويش، وقدموا عملاً مسرحياً على خشبة مسرح الشرقية، إلا أن الأمور تعقدت من جديد فاضطر إلى الانتقال إلى تركيا.
إلا أن مازن لم يستطع التأقلم في تركيا، فقرر اللجوء إلى هولندا.
أما اليوم بعد أن منح الإقامة واستقرت أوضاعه نسبياً، استأنف مازن عمله، واعداً محبيه أن يقدم أعمالاً جديدة تلامس قلوب متابعيه، وترسم الابتسامة على وجوههم.
إذاً هي رسالة حب أرادها مازن على طريقته الخاصة، في بلد يغرق بالمآسي والدمار والعنف، رسالة أمل وبسمة يرسمها رغم الصعاب.