كشف الدكتور عيد اليحيي الباحث السعودي ومقدم برنامج على خطى العرب في قناة العربية عن أعلى قمة كثيب رملي في العالم بعد صعوده وتوثيقه في شمال رملة جديلة بالقرب من عروق الحاذ الواقعة في سلطنة عمان.
وتعد قعيدة جديلة التي يبلغ ارتفاعها 455 مترا فوق مستوى سطح البحر هي الأعلى على مستوى العالم حيث كسر هذا الكثيب الرقم المسجل في ناميبيا والتي وصل ارتفاعها 418 والتي تسمى بنفود كثيب 7.
وتقع قعيدة جديلة في الرمال العربية أحد أكبر الرمال المتصلة في العالم والتي تشترك فيها 4 دول وتستحوذ السعودية على نصيب الأسد من هذه الرمال فيما تشترك سلطنة عمان في الرمال نفسها وكذلك الإمارات واليمن.
وكان الدكتور عيد اليحيى قد أعد فريقا مكونا من مجموعة من الأدلاء من قبيلة آل مسن من بني كثير إحدى القبائل التي سكنت الربع الخالي أو كما يسميها الدكتور عيد اليحيى الرمال العربية.
الرحلة
7 سيارات مجهزة لتخوض غمار الرملة كما يسميها أهلها في عمان حيث كانت الانطلاقة من الشصر إحدى محطات درب البخور البرية والتي كشف عن مبانيها العتيقة والتي تمتد لها الطرق من موانئ ساحل بحر العرب كالبليد وسمهرم لتنطلق القوافل محملة بالبخور نحو الشصر الرابضة على أطراف الرمال العربية والتي أخفت الرمال كثيرا من معالم هذه الطرق.
القيادة في الرمال لا يجيدها إلا من عاشوا في تلك المواقع فالحباك ومطالعها سر لا يعرفه الكثير وكذلك تجنب مخاطر الربضات ذات الرمال المتحركة.
بخيت مسن أحد الذين رسمت الرمال ملامحهم لكنها لم تخف ابتسامة التفاؤل التي يتمتع بها وهو يقود الفريق تجاه البحر المتلاطم من الرمال ليقفز بسيارته بكل خفة وهو يعرف طريقه جيدا.
فيما مساعده سالم مسن ذو العينين الثاقبتين وهو يرمق رمال تلك الصحراء ويعرف قصصها. يشير بيده إلى كل موقع شهير في الربع الخالي والقافلة تقطع أوعر الطرق نحو رملة جديلة.
أول المواقع التي توقفت القافلة فيها هي مياه مذعذع مياه فوارة كبريتية تعطي الحياة وسط أعنف الرمال وأعتاها في العالم على من يدخلها من غير أهلها وهي مياه قامت الحكومة العمانية بحفرها وسط الرمال لتنطلق منها المياه فوارة دون مضخات.
يخيل لفريق الدكتور عيد اليحيى ورفاقه أن الرمال سهلة للغاية لكن الخبير سالم مبارك الستيني الذي يرافق الدكتور عيد اليحيى والذي خرج من الرمال في عام 1984 في ترسيم الحدود الشهير والذي جاب كل الرمال.
يقول سالم إنه لا يخاف من الرمال ولا يخشاها ويعرفها جيدا وكأنه يقلب صفحات كتاب ألفه وكتبه بنفسه فهو يتحدث طوال الطريق عن القعد وعن الحباك وعن السيح وكل ما يخص الربع الخالي.
تسجيل رقم عالمي
قعد جديلة الواقع في رملة جديلة سجل الدكتور عيد اليحيى قمة هذا الكثيب الرملي كأعلى قمة كثيب بالعالم بعد بحث استمر على مدى 10 سنوات في صحراء الربع الخالي.
وقال الدكتور عيد اليحيى لـ”العربية.نت” إن الوصول لقمة هذا الكثيب والذي يتضح لي أنه الأعلى في العالم وهذا لا يمنع من كسر هذا الرقم من قبل الباحثين والرحالة.
لافتا إلى أن قاعدة قعد جديلة تقع في منطقة منخفضة ومقاربة لمستوى سطح البحر وهو ما يجب أن يراعيه المهتمون والباحثون في مجال قياسات الارتفاعات الجبلية والرملية.
وبحسب اليحيى فإن كثيب قعد جديلة هو الأعلى بعد أن سجل ارتفاع 455 مترا فوق سطح البحر ليكسر الرقم المسجل في ناميبيا والصين في الكثيبين المسجلين هناك من قبل.
وأضاف اليحيى أن القعد الهائل في رملة جديلة استغرق الوصول لقمته أكثر من 3 ساعات.