أثارت لقطات فيديو لدببة شمسية نحيفة، في حديقة حيوان بإندونيسيا، الغضب على الإنترنت، وهي تظهرها تتسول طعامها من زوار الحديقة، وكان سبب الغضب متعلقاً بالوهن الذي بدت به الحيوانات التي تكاد تقترب من حافة الموت وكأنها لا تأكل أبداً.
وأظهر الفيديو محاولات الدببة لإنقاذ نفسها من النهاية، في حين كان رواد حديقة حيوان باندونغ في جزيرة جاوة، يرمون لها بطعام متناثر عبارة عن قطع من الكعك والحلوى والبسكويت، لتأتيها وراء السياج، لكن ذلك قد لا يمثل إلا محاولة يائسة لتغذية حيوانات تتضور جوعاً تقف بطريقة الغزلان وهي قائمة الساقين، في مكان قذر يفتقد للظل والماء النظيف.
وقد قدم عدد من المستخدمين التماساً على الإنترنت يوصم مدير الحديقة واسمه رضوان كامل بالعار، ويطالب بإغلاقها، في حين قامت مجموعة مراقبة لتجارة الحياة البرية تعرف باسم “العقرب”، بإرسال محقق إلى الموقع، قام بعملية التوثيق لما يحدث من تسول الدببة الجائعة وهي تبحث عن مجرد طعام خفيف على الأقل.
وقال مدير “العقرب”، جونونج جيا، لـ”ديلي ميل” الأسترالية: “عندما زار فريقنا حديقة الحيوان في الأسبوع الماضي لم يكن هناك عشب أو أشجار حية على أرضية القفص الذي تعيش فيه الدببة”، مشيراً “لقد رأينا كيف أن دب الشمس يأكل روثه، وعندما اتصلنا بالمسؤولين في حديقة الحيوان قالوا لنا إن الدببة كانت مريضة وهي تخضغ للعلاج. لكن لم يسمح لنا برؤيتها”.
حملة لإغلاق الحديقة
وكانت ناشطة في مجال الدفاع عن الحيوانات تدعى توري هولنغسوورث، هي التي ابتدرت عملية جمع التوقيعات على الإنترنت لإنشاء عريضة تطالب بإغلاق الحديقة. وإلى الآن هناك حوالي 12 ألف توقيع.
وأوضحت: “تبدو الدببة هزيلة وجائعة، ويحاول الزوار المفزعون أن يقدموا لها وجبات خفيفة من الطعام لإبقائها على قيد الحياة”.
ويظهر الفيديو كيف أن الدببة تذهب مباشرة لأخذ قطع صغيرة من المواد الغذائية التي يتم القذف بها في القفص، وهي تقف على قدميها وتستمر في التسول للحصول على المزيد في لحظة مفجعة حقاً.
وتضيف الناشطة: “يجب ألا يسمح لهذه المخلوقات الجميلة بقضاء أي يوم إضافي في هذا المرفق البائس، حيث تجبر على العيش بين الجدران الخرسانية، مع عدم وجود المأوى المناسب، وقطعاً لا الغذاء أو الماء”.
كما أكدت: “من الواضح أن هذه الحديقة لا تساعد هذه الحيوانات على العيش، فهي ليست إلا سجناً”.
وختمت العريضة بالطلب من مدير الحديقة بالتفكير في آلاف الأطفال الذين يزورن هذا المكان كيف سيرون الحيوانات بهذا الشكل.
وقالت الناشطة: “ما الذي يفكر به هؤلاء الأطفال حول هذا الموضوع؟ إنني فقط أتساءل!”.
طلب التحقيق مع الإدارة
وفي التماس مجموعة “العقرب” لهيئة الحياة البرية في جاوة الغربية، طلبت التحقيق مع إدارة الحديقة، وأطلقت عريضة كذلك جمعت أكثر من 1500 توقيع لكسب الدعاية من الجمهور لصالح الدببة الميئوس من وضعها.
وذكرت أميركية تدعي بيكي كوث، وهي أحد الموقعين على عريضة العقرب: “هذا غير مقبول.. كيف تملك حديقة حيوانات لتتركها جائعة؟ دعها تذهب إلى ملاذها للحصول على صحة جيدة.. أطلقوا سراحها”.
ولفتت: “كانت حياتها أفضل دون الحاجة لمساعدة البشر بوضعها في هذا المكان”.
ومن أستراليا، قالت ساندي هوكينز: “لا أستطيع أن أصدق أن يحدث ذلك اليوم في أي بلد، أن تعامل الحيوانات بهذه الطريقة. إذا كنا نعتبر أنفسنا من أذكى المخلوقات، فيجب علينا أن نرعى هذه النفوس الكريمة.. أنا غاضبة جداً”.
لا زوار بعد اليوم
وتعتبر باندونغ ثالث أكبر مدينة في إندونيسيا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2.4 مليون، كما أنها واحدة من أهم المناطق السياحية في البلاد.
وتأتي حديقة الحيوان موضوع الجدل، في المرتبة 75 في دليل الأماكن المقترحة للزيارة في المنطقة. والآن بعدما حدث، فإن المعلقين يحذرون السياح بعدم الذهاب إليها.
وكتب باتريك أتش: “إن حالة الحديقة سيئة للغاية، فالحيوانات لا تحصل على العلاج بما فيه الكفاية، وجميعها تبدو هزيلة جداً وحزينة وهي قذرة جداً فهناك الكثير من القمامة، كما أن حالة الأقفاص ليست جيدة أيضاً. وآمل أن تقوم الحكومة بتحسين حالة هذه الحديقة قريباً”، فيما أكد 15 من المعلقين الآخرين أن هذه الحديقة هي الأسوأ على الإطلاق في حدائق الحيوان التي قاموا بزيارتها ووصفوا حالتها بـ”المرعبة”.
من جانبها، رفضت الحديقة التعليق على التقارير التي كتبت بخصوصها.