اتضح أن شركة في نيويورك، هي BLJ Worldwide للعلاقات العامة، استعانت بها قطر حين كانت معروفة باسم “براون لويدز جيمس” سابقاً، كما استعانت بفريق سابق من ضباط CIA لإدارة حملة مع الشركة تؤدي لإفشال دول منافسة لقطر لدى FIFA باستضافة مونديال 2022 في كرة القدم، بحسب ما كشفه تحقيق موسع نشرته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أمس الأحد، ونجد خبره وتوابعه بمعظم اللغات أمس واليوم، هي نفسها التي استعان بها رئيس النظام السوري بشار الأسد لتلميع صورته ونظامه، وفق الوارد بصحيفة “التايمز” اليوم.
الشركة التي كان من زبائنها العقيد الليبي معمر القذافي، الراحل في 2011 قتيلاً بأيدي من ثاروا عليه وأسقطوا نظامه، حاولت جعل زوجة الأسد وأم أولاده الثلاثة، إحدى أميرات الأساطير، فظهرت في مارس 2011 على غلاف مجلة Vogue العالمية الشهيرة، مع تحقيق مصور عنها ومقابلة معها بعنوان Asma Al- Assad: A Rose in the Desert أو “وردة في الصحراء” الذي ولد ومات بعمر قصير، فبعد نشره سحبته من موقعها حين أدركت أن الأسد يمعن في قتل المتظاهرين السوريين، لكنه ظل متاحاً في مواقع أخرى بالإنترنت لمن يرغب.
رئيس الشركة نفسه، وهو Michael Holtzman الوارد بموقعها الإنجليزي والعربي اللغة، أنه جعل من الدوحة مقراً لفرعها في الخليج، وارد عنه في “التايمز” اليوم الاثنين “أن مكتب السورية الأولى قام في 2010 بتوظيفه” براتب 5000 دولار شهرياً للتوصل إلى المقابلة التي أجرتها “فوغ” مع أسماء الأخرس، زوجة الأسد، وبأنه بث رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أحد كبار مستشاري فريق قطر الساعية كمرشح في “فيفا” لاستضافة المونديال، يخبره فيه بتجنيد شركته أكاديميين وصحافيين بأستراليا والولايات المتحدة، المنافستين لقطر على المونديال، للتركيز على سلبياتهما وإظهارهما كغير مناسبتين لاستضافة كأس العالم.
أما عن علاقة مايكل هولتزمان وشركته الملمّعة صور الأنظمة وزعمائها بالأسد، فيمكن العثور على ما يلبي الفضول بشأنها من تقارير سابقة، وجدت بعضها موزعاً أرشيفياً وعلى مراحل الآن في الإنترنت، وأهمها ما يشير إلى شهرزاد الجعفري، ابنة المبعوث السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وهي المعروفة بلقب Sherry Jaafari دلعاً في الولايات المتحدة، وصورتها أدناه مع أبيها.
وكانت شهرزاد، البالغة 28 سنة حالياً، هي نفسها موظفة متدربة بشركة “براون جيمس لويد” للعلاقات العامة، في الوقت الذي كانت الشركة تقدم فيه خدماتها للنظام الأسدي، ولعبت دوراً في إظهار أسماء الأسد على غلاف “فوغ” العالمية، فأرسلها هولتزمان في ديسمبر 2010 إلى دمشق، لتتابع عمل Joan Juliet Buck مراسلة “فوغ” بدمشق، ثم لحق بها إلى هناك، وهي معلومات سرّب برقياتها موقع Wikileaks من ضمن ما سرّبه في يوليو 2011 من وثائق سرية خاصة بالنظام السوري، وغطتها “العربية” بالكامل تلفزيوناً وموقعاً، تزامناً مع صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وعن المقابلة والتحقيق في “فوغ” تحدثت من أجرتها، وهي الصحافية جوان جولييت باك، فذكرت في مقال كتبته في أغسطس 2012 بمجلة “نيوزويك” الأميركية، ونقلت محطة CNN أهم مختصراته التي قرأتها “العربية.نت” في موقعها، وعنه ننقل حرفيا ما كتبت، مترجماً إلى العربية بعنوان “تغريدات ساخرة ضد مقال كتب عن أسماء الأسد” في موقع المحطة نفسه، وفيه تقول إن أسماء الأسد “عمدت إلى دفع الأطفال للبكاء عبر الكذب عليهم بالقول إن المركز الشبابي على وشك الإغلاق، والهدف من ذلك، بحسب أسماء، هو إخراج الأطفال من منطقة الأمان التي عادة ما يشعرون به”. كما في الفيديو المرفق، مقابلة أجرتها معها “سي.أن.أن” في 2012 وتذكر الشيء نفسه تقريباً.
وورد في المقال أيضاً، أن عائلة الأسد “تستمتع بتناول الفوندو، وقد انضمت باك للعائلة في إحدى الأمسيات، وسألت الرئيس الأسد عن سبب اختياره طب العيون، فأجاب بالقول: “إن هذا العلم ينطوي على الكثير من التفاصيل، كما أن كمية الدماء فيه قليلة”. كما ورد في المقال أيضاً: “قدم مساعدو الأسد لباك هاتفاً نقالاً لتستعمله في سوريا، وأخبروها أن هاتفها الأميركي لن يعمل، فصدقتهم” ولم يخطر ببالها أبداً أنهم قد يستعملون هذا الهاتف للتنصت على مكالماتها.