كلنا يعلم أن موقع “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي يرفض تسجيل الأطفال دون سن 13 عاما، لأن الأطفال من هذا السن فما فوق قد يكونون عرضة للتحرشات ـ من الكبار ـ أو سماع ألفاظ لا يصح قولها في حضور من هم في هذا العمر، هذا بالطبع ناهيك عن أن الأطفال في هذا العمر قد يعتمدون لغات لا يصح استخدامها دون رقابة من الأهل.
هذا الموضوع أثر مباشرة في زاك ماركس (Zach Marks) ذي الـ 11 ربيعاً، خاصة بعد أن منعه والداه من استخدام “فيس بوك” بعد أن كان قد كذب في عمره الذي قدمه للتسجيل في الموقع، وكان يقبل الصداقات من الجميع بما في ذلك من البالغين الذين لا يعرفهم مما سمح له عملياً بالتعرف على “عالم الكبار” سواءً من خلال الكلام أو من خلال المحتويات المختلفة من صور وفيديو.
وعندما أخبر أحد معارف العائلة والدي زاك بنشاط ابنهما على “فيس بوك” أكتشفا أن لديه أكثر من 600 صديق وتعرض لتأثير محتويات مخصصة للكبار. وأجبر الوالدان زاك على إلغاء حسابه في “فيس بوك”، وحساباً آخر كان قد فعله على نفس الموقع، مما دفعه للبحث عن مخرج يتيح له التواصل مع الأصدقاء “من الأطفال” بشكل ممتع وآمن. وبما أنه لم يجد ما يسد رغباته فقد قرر إنشاء موقعه الخاص وأطلق عليه اسم “غروم سوشيال” (Grom Social) ليكون “فيس بوكاً” للصغار.
الموقع فريد ومميز، وهو مخصص للأطفال دون الـ 16 من العمر. وقد اشترك والدا زاك في الموقع في إطار الرقابة. ويتعين على كل مشترك أكبر من 16 عاماً الحصول على موافقة من ولي أمر الطفل أو والديه.
ويملك الموقع منقحات أوتوماتيكية بالإضافة إلى الرقابة المباشرة من الأهل حيث يجري تنبيه الأهل حول اتصالات أطفالهم والمواضيع التي تثير اهتمامهم أكثر من غيرها.
وبات الموقع الوليد الجديد يملك أكثر من 7 آلاف مشترك، وهذا الرقم في ازدياد، بالإضافة إلى أنه يحظى بمشاهدة عالية نسبياً سجلت حوالي 6 آلاف صفحة يومياً.
في هذا الموقع يصعب على الأطفال أن يقعوا ضحية الضغوط بل ويدعم الموقع نشاطات منها ما يمنع العنف بين الأطفال ومنها ما يقف ضد المخدرات وضد التدخين. ويمكن التبليغ عن المخالفين في إدارة الموقع لإعلام أولياء أمورهم.
ويمتلك الموقع مكتبة فيديو تتيح للأطفال التعرف على كيفية وضع معلوماتهم وصورهم والتعامل مع الموقع عموما. وهناك قسم خاص للمساعدة في الدراسة.