كانت “العربية.نت” تساءلت في آخر فقرة من تقرير كتبته أمس الأربعاء، عن سبب إقدام بريطاني من أصل جامايكي على قتل معارض سوري وإمام سابق لمسجد في #لندن، وهو الذي لا يعرفه شخصياً ولا عائلته تعرفه، ولا كانت بينهما أي علاقات تجارية، فجاء الجواب سريعاً باعتقال سكوتلانديارد لشقيق مغنية بريطانية، اعتنق الإسلام ويدير “مسجد النور” في لندن حالياً، اشتباهاً بأنه أوعز بقتل عبدالهادي العرواني الثلاثاء قبل الماضي، فأرداه قاتله بالرصاص في شارع عام بقلب العاصمة البريطانية.
المشتبه الكبير وراء إصدار الأمر بتصفية العرواني، هو برونل ميتشل، البالغ عمره 61 سنة، وعنه ذكرت “التايمز” البريطانية بعددها اليوم الخميس، أنه شقيق البريطانية من أصل جامايكي، ليز ميتشل، المغنية الرئيسية في سبعينات القرن الماضي بفرقة Boney M الناشطة ذلك الوقت بنوع من الموسيقى يسمونه “بوب ديسكو” في بريطانيا والولايات المتحدة.
وميتشل، المعروف بلقب “بيرني” أيضاً، هو أصغر سناً من شقيقته التي ما زالت ناشطة في الغناء ببريطانيا، مع أن عمرها 63 سنة، فيما ينشط هو في حقل البناء. وتذكر عنه “التايمز” أنه اعتنق الإسلام منذ أعوام، وغيّر اسمه إلى خالد، وأن زوجته كانت عارضة سابقة، للأزياء وغيرها “وحالياً ترتدي الحجاب” في إشارة إلى أنها اعتنقت الإسلام أيضاً.
دافع القتل خلاف على ملكية المسجد
أمس داهم سكوتلنديارد منزل ميتشل، مدير “مركز النور الثقافي الإسلامي” التابع له “مسجد النور” بحي “أكتون” غرب لندن، فاعتقله وفتش بيته، بعد غارة ليلية شنها عناصر من الشرطة البريطانية قبل يوم على المسجد، بحثاً فيه عن ميتشل الذي يقال إنه شارك العرواني، وعمره 48 سنة، بشراء عقار المسجد في 2005 بمليون استرليني، تعادل مليوناً و500 ألف دولار، وضعفها لجهة قوتها الشرائية حالياً، ولم تكن مشاركة العرواني مالية، بل لتأسيسه المسجد فوق العقار فقط والإشراف عليه وإمامة الصلاة فيه.
كان العرواني شريكاً في المسجد الذي بدأ إمامة الصلاة فيه منذ تأسيسه، حتى اختلف في 2011 مع شاري العقار، فألب ميتشل عليه شركاءه واضطروه إلى ترك إمامة الصلاة بعد اكتشافه لعمليات تلاعب مالي وبملكيته، ومن وقتها امتهن البناء وإصلاح الشقق والبيوت، لكن قاضي ميتشل وشركاءه لدى محكمة مختصة، اقتربت قبل أسبوعين من لفظ حكمها بأحقيته بملكية المسجد، وهذا هو الدافع الوحيد لقتله، وسبب الاشتباه بأن شقيق المغنية هو من أوعز إلى الجامايكي الأصل، ليز كوبر، بتصفيته.
كوبر، وهو مدير مصنع ألبسة وعمره 36 سنة، مثل في اليوم التالي من اعتقاله الاثنين الماضي أمام “محكمة كامبرويل” الجنائية بلندن، حيث وجهت إليه تهمة القتل رسمياً، وسيمثل أمامها اليوم الخميس أيضاً، طبقاً لما نشرت “العربية.نت” في تقريرها أمس، وفيه روت كيف قام بقتل الشيخ عبد الهادي الثلاثاء قبل الماضي في حي “ويمبلي” بلندن، بعد أن عطّل عليه خطته أحد أبناء العرواني، لكن كوبر ثابر على القتل حتى نجح بما كان ينويه.
خمس رصاصات في الصدر والرأس
وكان أحد أبناء العرواني، واسمه مرهف، شاهد القاتل حين ذهب مع أبيه قبل يوم من الجريمة إلى مكان طلب الجامايكي أن يلتقيه فيه ليتفق معه على إصلاحات زعم أنه يريد أن يجريها له العرواني في بيته، في حين أنه كان راغباً بقتله، ولأنه رآه برفقة ابنه، لذلك قام بتأجيل العملية، فطلب من العرواني بعد أن تذرع بأنه نسي مفتاح البيت، أن يلتقيه في اليوم التالي للغرض نفسه.
حضر العرواني وحيداً إلى “ويمبلي” حيث اتفقا على اللقاء، وحين أوقف سيارته “الفولكسفاغن باسات” اقترب منه الجامايكي من جهة نافذة السيارة وأطلق عليه 5 رصاصات من مسدس كاتم للصوت، نفذت في رأسه وصدره فأرداه، وهي معلومات أكدها المدعي العام روب ديفيس، في بيان منه تضمن ما يؤكد أن القتل لم يكن لسبب سياسي، بل للتخلص من العرواني لخلاف حول ملكية “مسجد النور” المثير للجدل.
ومن أوصاف وملامح الرجل الذي التقى بالعرواني أول مرة، وذكرها الابن الذي رافق والده في ذلك اللقاء إلى خبراء سكوتلانديارد، تعرفت الشرطة إلى ليز كوبر، الذي تنشر “العربية.نت” صورته نقلاً عن صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية في عددها اليوم الخميس، فداهموا بيته الاثنين الماضي واعتقلوه.
وتلت مداهمة البيت غارة تفتيش مفاجئة قام بها جهاز مكافحة الإرهاب تكاتفا مع الشرطة على “مسجد النور” وهي الثانية على مسجد في بريطانيا منذ 12 سنة، وكانت الأولى في 2003 على مسجد “فينسبوري بارك” الذي كان يديره الشهير بلقب “أبو حمزة المصري” والذي قامت بريطانيا في 2008 بتسليمه إلى الولايات المتحدة، وبعدها في 2012 أدانوه بالسجن المؤبد وراء القضبان الأميركية.