نالت صفحة “شوفوني” السورية على فيسبوك إقبالاً شديداً من قبل السوريين المعارضين للنظام منهم والموالين. وإن كان متابعو الصفحة موزعين ما بين موقفين متضادين تماماً، “كارهٍ للصفحة ومنتقد لكتاباتها، ومتابع ومعجب”، فإنها بالتأكيد أثبتت حضوراً قوياً بتتبعها لنشطاء الثورة السورية ومعارضيها وجيشها الحر وانتقاد ما تراه هي – أي الصفحة – عملاً استعراضياً أو موقفاً، وربما صورة تدرجها هي تحت خانة الاستعراض وباللهجة السورية المحلية “شوفوني”.
5 شباب سوريون أنشأوا الصفحة في شهر ديسمبر/كانون الثاني عام 2012 انطلاقاً من اتفاقهم على فكرة “عدم صناعة ديكتاتور جديد في سوريا ما بعد الثورة” بحسب ما شرح أدمن الصفحة لـ”لعربية نت”.
ويؤكد الأدمن أن هدف “شوفوني” هو إبعاد طريقة تفكير النظام السوري وطريقة تعامله عن سوريا، وبالتالي فإنهم اتخذوا قراراً بمتابعة وانتقاد مَنْ المفروض أنهم يمثلون المعارضة السورية.
ولم ينجُ من انتقادات “شوفوني” أي معارض مهما كان منصبه، فنال رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب نصيبه من الانتقاد عدة مرات عندما قدم استقالته أول مرة وثاني مرة، وقبل أيام كتب على صفحته: “كفى دماراً لسوريا وقتلاً لشعبها.. كفى”، فعلقت الصفحة على جملته: “كل واحد على بيتو”.
ونشرت الصفحة صورة لرئيس الائتلاف الحالي رئيس المجلس الوطني جورج صبرا بعد مجزرة بانياس، وظهر في الصورة مع عدد من أعضاء الائتلاف يستمعون لعزف وغناء أحدهم، وكتبت الصفحة تعليقاً على الصورة: “حداداً على أرواح أهل بانياس.. لا تظلموهم النغم حزين”.
ونال بعض الفنانين نصيبهم من الصفحة فكانت الفنانة لويز عبدالكريم هدفاً لانتقاد “شوفوني” عدة مرات، ويحضر إياد شربجي بكثرة أيضاً في الصفحة، بالإضافة للصحافي حكم البابا والناشط الحمصي أبوجعفر وأحد قيادات الجيش الحر البارين إعلامياً ثائر الناشف.
ويقول الأدمن إن صفحتهم انطلقت من “مزحة” وتطورت لتصبح المنتقد الأول لما يرونه أخطاء، فكتبت “شوفوني” ما سمَّته الطريقة المثلى لاستخدام شهرة المعارض بتدمير مدينة سورية، في إشارة إلى استعراض بعض المعارضين بزيارة مدن محررة والحرص على نشر صورهم فيها، وفي الخطوات التي سخرت فيها الصفحة من المعارضين كتبت: “لِم شوية مصاري وانزل إلى المدينة المستهدفة، واستئجر سلاحاً وخذ صوراً، ومن ثم انشر الصور سريعاً وغادر المدينة ليلاً تاركاً للنظام مهمة قصفها بجميع أنواع القذائف”.
وتتابع “شوفوني” سخريتها: “وبهذا تكون قد كسبت قلوب الناس ودمرت المدينة المستهدفة وخففت من أزمة التضخم السكاني في سوريا”.
تهديدات وشتائم
وتنال الصفحة الكثير من الاتهامات بالمبالغة أحياناً والتربص بهؤلاء الناشطين أحياناً أخرى، خصوصاً أن من تنتقدهم الصفحة هم أشخاص وقفوا مع الثورة. عدا عن الشتائم التي تنهال على الصفحة، إذ إنها تكاد لا تستثني أحداً.
ويقول أدمن الصفحة: “تصلنا التهديدات والشتائم بشكل دوري بإغلاق الصفحة أو تهكيرها”، وأكد أنهم لا يحذفون أي تعليق أو شتيمة، ولكنهم يحتفظون بالشتائم من الشخصيات البارزة إلى وقت يصبح نشرها له جدوى.
وفي واحدة من الصور التي نشرتها الصفحة مؤخراً صورة للناشطة فرح أتاسي وهي تحمل صورة لأحد الأطفال المقتولين ولكنها تبتسم للكاميرا، ووجّهت الصفحة انتقاداً حاداً لها فكتبت: “يرجى النظر إلى الصورة التي تحملونها قبل التشـز”.