حب مايكل شوماخر للسرعة وتعامله معها باحتراف رياضي توجه بطلا 7 مرات لسباقات “فورمولا1” الشهيرة، قد يكون السبب أيضا بالحادث الدموي الذي تعرض له قبل ظهر الأحد الماضي في منتجع “ميريبيل” حيث يملك “شاليه” بالجانب الفرنسي من جبال الألب، فقد كان يتزلج بسرعة تم تقديرها بين 60 إلى 100 كيلومتر، أي ما معدله 80 كيلومترا بالساعة.
مصدر مقرّب من تحقيق تجريه السلطات الفرنسية حول ما حدث لشوماخر، قام بتقدير السرعة التي ذكرها لصحيفة “التايمز” البريطانية بعددها اليوم الثلاثاء، استنادا إلى أن بطل السباقات المعتزل كان يتزلج في منطقة من المنتجع غير جليدية، أي متلبدة فقط بكتل ثلج ناعم، حين انحرف عن المسار وعلى رأسه خوذة تحميه، ويبدو أنه فقد اتزانه وانطرد نحو صخرة اصطدمت بالجهة اليمنى من رأسه، وأحدث الرض في الخوذة تمزقا “ما كان ليحدث لو لم تكن سرعته قريبة من 100 كلم/ساعة” كما قال.
والخوذة نفسها على الرأس هي التي أنقذت حياته من موت فوري تقريبا “فمن دونها ما استطاع الوصول حيا إلى المستشفى” بحسب ما ورد في مؤتمر صحافي أمس الاثنين على لسان أحد أطباء مستشفى “غرونوبل” الفرنسي، حيث خضع لعملية جراحية بالمخ، تلاها إبقاؤهم عليه في غيبوبة اصطناعية، وهي عملية “كانت ضرورية لتخفيف الضغط عن رأسه، لكن لسوء الحظ هو يعاني من جراح بمخه أيضا” على حد ما ذكره البروفسور فرانسوا بايان بالمؤتمر الصحافي الذي عقده الأطباء أمس.
كان سيحتفل بعيد ميلاده يوم الجمعة المقبل
ذكروا في المؤتمر أيضا أنه يتم حاليا اتخاذ إجراءات طبية لازمة للحيلولة دون ارتفاع الضغط في مخ شوماخر، المتم 45 سنة من عمره يوم الجمعة المقبل، واصفين حالته بالحرجة وغير المستقرة، إلى درجة لا يتمكنون معها للآن بفرص نجاته، مع اعتقاد مبدئي منهم بأنه لا يحتاج إلى عملية ثانية، أي أنهم تركوه لمصيره الذي بات يسبب قلق الملايين شعبيا ورسميا عليه، فقد أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عبر المتحدث باسم حكومتها شتيفن زايبرت، عن صدمتها البالغة أمس في برلين.
قال المتحدث شتيفن: “إن المستشارة وأعضاء الحكومة شعروا كملايين الألمان بصدمة كبيرة عندما علموا أن مايكل شوماخر أصيب بإصابة خطيرة خلال التزلج” وتفاءل بأن يتمكن السائق الشهير، وكذلك عائلته، من تجاوز المحنة وأن يتعافى الرياضي بالمستشفى المحتشد أمامه مشجعون بالمئات، ممن وضعوا قبعات حمراء مع شعار فيراري، الفريق الذي قرأت “العربية.نت” بأن شوماخر “تعملق” معه وقاده إلى 6 ألقاب ببطولة الصانعين و5 ببطولة السائقين.
وكان شوماخر انتقل قبل أسبوعين فقط مع زوجته كورينا وابنيه منها: مايك وجينا- ماريا، البالغين 14 و16 سنة، من حيث يقيم في فيلا ضخمة بثالث أكبر كانتون في سويسرا، وهو “فود” وعاصمته لوزان، ليمضي الأعياد في منتجع “ميريبيل” وليحتفل فيه بعيد ميلاده يوم الجمعة المقبل، إلا أن حبه للسرعة حمله إلى عالم مختلف تماما، وسبق لمشاهير غيره أن فقدوا حياتهم فيه، أما من غير المعروفين فلاقى 5 متزلجين حتفهم الأسبوع لماضي وحده في فرنسا، طبقا لما أوردته الوكالات.
مشاهير قضوا وهم يتزلجون
التزلج قتل عشرات المشاهير، طبقا لما راجعت “العربية.نت” عن ضحاياه في أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص، منهم في 2009 الممثلة الإنكليزية ناتاشا ريتشاردسون، التي ارتطم رأسها بطرف منحدر في مركز “مونت تريمبلانت” للتزلج، بمقاطعة كيبك الكندية، ولم تشعر بداية بما يضطرها لطلب العلاج برغم أنها لم تكن مرتدية لخوذة حماية، لكنها لجأت بعد ساعات إلى المستشفى شاكية من صداع عنيف، فاكتشفوا فيها نزيفا داخليا بالمخ، وبسببه توفيت بعمر 45 سنة بعد يومين.
ومثلها قضى مايكل كنيدي، ابن السيناتور الأميركي روبرت كنيدي، القتيل في 1968 برصاص الفلسطيني سرحان بشارة سرحان في لوس أنجلس، فقد كان في 1997 يمارس هوايته في “مركز آسبن” للتزلج بولاية كولورادو، حين ارتطم بشجرة من دون أن تكون على رأسه خوذة تحميه، فقضى وعمر 39 سنة.
بعده بعام ارتطم رأس المنتج والممثل والسياسي الأميركي، سونو بونو، بجذع شجرة في منتجع “هيفينلي” بولاية نيفادا، وسبب الارتطام العنيف بوفاته حين كان عمره 62 عاما.
وبعمر 52 سنة قضى الأمير ألفونسو، دوق أنخو وقادش في غرناطة، وابن عم ملك إسبانيا خوان كارلوس، حين ارتطم بكابل وهو يشارك ببطولة للتزلج في 1989 بولاية كولورادو الأميركية.
أما الأمير الهولندي، فريزو، المعروف بأمير أورانج وناساو، ففاجأه انهيار ثلجي وهو يتزلج في 2012 بمنتجع بمنطقة “لخ” النمساوية، وظل بسببه في غيبوبة بالمستشفى استمرت 18 شهرا، ولم تنته إلا بوفاته عن 44 سنة في أغسطس/آب الماضي.